الجزائر

سيدي محمد بن أحمد الموسم



الشيخ الزباني و القطب الصمداني الأستاذ محمد الموسم دفين قصر البخاري، مات في آخر القرن الثالث عشر، و قبره مشهور بقصر البخاري يزار.
له تآليف أكثرها في الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم، وله شرح على عقيدة السنوسي الصغرى، وله رحلة ذكر فيها جميع من أخذ عليه، و نشأ في قبيلة يقال لها: غريب، من نواحي مليانة، وهو في الأصل من أولاد سيدي عبد العزيز الحاج.
و كانت وفاته عشية يوم الجمعة 24 ربيع الأول عام 1300 الموافق ليوم 1883، و عمره 63 سنة، و كنت زرته عام 1321 مع أخي الشقيق الفقيه النبيه سيدي المدني بن الشيخ بن أبي القاسم بعد أن بتنا ليلة عند ولده الأكبر المرحوم سيدي أحمد الموسم، و عمره إذ ذاك 39 سنة و أكرمنا إكراما مدنيا لم نر مثله من يوم خروجنا من الجزائر إلا عند المحبين السيد أحمد بن الشريف بن الأحرش، و السيد محمد بن أبي القاسم بن الأحرش، الأول في عين معبد، و الثاني في العلبة، و كلاهما بقرب المدينة الجلفة حين مررنا بها و نحن ذاهبون إلى مدينة أبي سعادة، و كانت ليلتنا عند سيدي أحمد الموسوم رحمه الله مذاكرة في مسائل شتى، و ذكر لنا أن إخوانه أربعة.
و تآليف أبيه نحو العشرين منها "التحفة المختارة في ثواب الزيارة" و "الأنوار المضية في الصلاة على خير البرية" و "الرسالة في اسم الجلالة" و كشف الغمة في لصلاة على خير الأمة" و "تفريج الهموم في الصلاة على النبي كل يوم لعبيد الله محمد المرسوم" و العقد الثمين في الصلاة على النبي يوم الاثنين" و "المكيال كل يوم لعبيد الله محمد المرسوم" و "العقد الثمين في الصلاة على النبي يوم الاثنين" و "المكيال الأوفى في الصلاة على المصطفى" و "حزب الأنوار الجامع لسائر الأدعية و الأذكار" و طالعت شرحه على السنوسية فرجدته عجيبا عجابا، و من تآليفه أيضا "النور الوقاد في تعزية الأولاد" ألفه لما مات ولد له آخر اسمه سيدي محمد ليلة السبت 1297، وهو في خمس كراريس، وله "ترجمان الأشواق إلى رؤية سيدي الخلق على الإطلاق" صلى الله عليه وسلم و على آله و سلم ما دام ملك الله باق في 28 بالربعي و "عصا موسى الرد على من أنكر و أسا" و "الدرر البوعبدلية في الصلاة على خير البرية" و على ظهر كتابه "حزب الأنوار" قصيدة سيدي أبي مدين الغوث و هي:
يا من يغيث الورى من بعد ما قنطوا
ارحم عبيدا أكف الفـقر قد بسطوا
و استزلوا جودك المعهود فاسـقهم
ريــا يريهم رضـى لم يثنه سخط
وعامـل الكل بالفضل الذي ألفوا
يـا عادلا لا يـرى في حكمه سطط
إن البـهائم أضحى الترب مرتعها
و الــطير تـعدو من الحصاء تلتقط
و الأرض من حـلة الأزهار عارية
كـــــأنها ما تحلت بالنبات قط
و أنت أكرم مفضال تمـــد له
أيدي العصاة و إن جاروا و إن غلطوا
ناجوك و الليل جلاه الظلام سـنا
كـما يجلى سواد اللمة الشــمسط
فشـــــارب الذنب غص به
و آخــــرون كما أخبرتنا خلطوا
و منهم في لـفيف العيش و هو يرى
في سلك من حام حول العرش ينخرط
و ملحد يدعى في ربـــا سواك له
حيران في شــــرك الأشراك يختبط
كل ينــــال من المقدور قسمته
قـــوم ترقوا و قوم في الهوى سقطوا
حــــكم من الله عدل في بريته
فرض علينـــــا التسليم مشترط
و ما ذنـوب الورى في جنب رحمته
و هل يقـــاس بفيض الأبحر النقط
فما لنا شــافع غير الكريم و من
يلفى على الحوض و هو السابق الفرط
هو الرســول الذي كل الأنام به
يوم القــــيامة مسرور و مغتيط
صــــلى عليه صلاة لا نفاد لها
من اسمه باسمه في الـــذكر متربط
و حكى لنا رحمه الله أن أباه سيدي محمد الموسوم له شيخان، ففي الطريق سيدي عدة، و في العلم سيدي الحاج الشفيع من حذيفه بكسر الحاء و تشديد الذلو سيدي عدة أخذ الطريقعن مولاي العربي الطويل، و هو عن مولاي العربي بن أحمد الدرقاوي صاحبا لاكتاب "شور الطوية في مذهب الصوفية" و نزيل قبيلة ألفه لما علاف في مدينة فاس سيدي أبي الحسن علي بن عبد الرحمن الحسني العمراني عام 1182. وهو سيدي علي الجمل المتوفي سنة 1193.و ضريحه بحومة الرملية و أصله من بني عمران شرفاء قبيلة بني حسان، و كان والده أو جده قد انتقل منها إلى فاس، و حمهم الله و نفعنا الله ببركاتهم، و في هذه السنة توفي سيدي محمد بن أحمد الموسوم، رضي الله عنه و قدس روحه أمين.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)