نجح آلاف المتقاعدين في اقتحام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بالقوة، ما تسبب في تخريب الواجهة الزجاجية له، حيث تمكنوا من لقاء سيدي السعيد الذي أبلغهم في كلمة ألقاها أمامهم، بأنهم سيستفيدون من زيادات في منحهم بنسبة 40 بالمائة، وكان هؤلاء تعرضوا قبل ذلك للاعتداء باستعمال القوة والضرب من طرف قوات مكافحة الشغب التي ضربت طوقا أمنيا وأغلقت المدخل الرئيسي أمامهم عندما حاولوا الخروج ونقل غضبهم في مسيرة إلى الشارع للتعبير عن تذمرهم من عدم حصولهم على زيادة في منحهم، واصفين اجتماع الثلاثية بـ”المسرحية”.
^ على غير العادة، عاشت صباح أمس الساحة الكبيرة أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين تجمعا كبيرا لآلاف المتقاعدين من مختلف القطاعات والذين تتراوح أعمارهم من 60 إلى 75 سنة، حيث تجمعوا في الأول الأدراج المؤدية إلى مدخل المركزية النقابية مرددين شعارات وهتافات “الحڤرة.. رانا محڤورين”، “أكملنا مهمتنا الآن.. هم ليسوا في حاجة إلينا”، “أين هي الزيادة في منح المتقاعدين؟”، “مللنا وسئمنا الوعود.. أين هي قرارات الثلاثية”. هذه العبارات كلها كلمات تداولتها ألسنة وحناجر شيوخ كانوا منذ سنوات خلت كهولا وشبابا أفنوا أعمارهم في مهن ووظائف مختلفة، منهم من قضى 32 سنة في الخدمة، وآخرون بلغوا الأربعين سنة، لكنهم الآن لم يحصلوا على حقوقهم كما ذكر هؤلاء في حديثهم لــ”الفجر”. وقال السيد “هـ.ج” وهو متقاعد من إحدى الشركات العمومية، “عمري تعدى 70 سنة وأعيل عائلة مكونة من 8 أفراد بمنحة شهرية لا تتعدى 9 آلاف دينار، هل في عام 2011 يمكن أن تكفيك حفنة نقود لتلبية حاجيات أسرتك، سعر البطاطا بلغ 70 دينارا، الحمص 180 دينار للكلغ الواحد، أيعقل أن تبقى منحة التقاعد بهذه القيمة، هل هذه هي العدالة الاجتماعية؟”. متقاعد آخر تعدى عمره 75 سنة، عمل 33 سنة في هيئة نظامية يقول “ضحينا بأنفسنا وساهمنا في تحرير الوطن بعدما سلم لنا المجاهدون المشعل، وأكملنا المهمة كما أرادها مسؤولونا والآن نحال على التقاعد بمنحة لا تتعدى 24 ألف دينار جزائري، في الوقت الذي ينعم آخرون بالحياة الرغدة، وموظفون آخرون احتجوا وشنوا إضرابات تحصلوا على زيادات في أجورهم، بينما نحن انتهى بنا المطاف هكذا، نطالب بحقنا فقط”. أما السيد “ص.ك” وهو الآخر متقاعد من إحدى الإدارات العمومية برتبة رئيس مصلحة، لكن هذا لم يمنعه من المشاركة في احتجاج واعتصام زملائه أمام المركزية النقابية، هذا الأخير قال لـ”الفجر”: “هل تكفي منحة التقاعد أمام ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وحتى الزيادات التي استفدنا منها في وقت سابق لم تكفنا”. ويقولون لنا “ملفكم تم أخذه بعين الاعتبار في اجتماع الثلاثية لكن لم تظهر القرارات الخاصة به حتى الآن، إلى متى نبقى ننتظر؟”، وحتى “إن قالوا إن الزيادات في المنح ستكون بنسبة 40 بالمائة فإنها ستكون حسب منحة التقاعد المسلمة لدى انتهاء الخدمة أي تحسب مثلا نسبة 40 بالمائة على منحة تقاعد بقيمة 9 آلاف دينار عام 1995 بمعنى أن أثرها لا يظهر”، ويتابع “بيد أن المحال على التقاعد في الوقت الحالي تلك الزيادة تحسب على منحته التي يتسلمها مثلا تكون 25 ألف دينار، أو 50 ألف دينار، مثلما هو الشأن لبعض المحظوظين”. وتساءل العديد من المتعاقدين عن قيمة 400 مليار دينار التي تم صرفها سابقا لفائدة الراغبين في الحصول على التقاعد المسبق، مطالبين بإعادة استرجاع تلك الأموال وصرفها عليهم، مرددين “نحن أولى بها من غيرنا”.
صيحات الشيوخ “حڤرتونا يا اولادنا، وعلاش، واش درنالكم”
بعدها بحوالي ساعة من الزمن، وبعدما غلقت أبواب مقر المركزية النقابية في وجوه المتقاعدين الذين امتلأت الساحة الكبيرة لمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بهم، أقدم المئات منهم على السير باتجاه الشارع، محاولين اقتحام البوابة بعدما فتحتها لثوان معدودة قوات مكافحة الشغب ثم أغلقتها من جديد خوفا من فقدان السيطرة على الوضع وسط جو مشحون، حيث توزعت قوات مكافحة الشغب على طول الشارع المحاذي لمقر المركزية النقابية، ورصت الشاحنات والسيارات الرباعية الدفع الخاصة بهم كذلك بالقرب من المقر، في تلك الأثناء، قام بعض أفراد قوات مكافحة الشغب بقمع المحتجين بالاعتداء عليهم بالضرب وتفريقهم بالقوة، ليدخل الطرفان في اشتباكات بالأيدي والأرجل، عندها تعالت صيحات الشيوخ “حڤرتونا يا اولادنا، وعلاش، واش درنالكم”.
ن.ق.ج
الأمين العام للفيدرالية الوطنية للمتقاعدين إسماعيل آلاوشيش
“ملفكم تتم دراسته الآن ومطلبكم بـ40 بالمائة زيادة في المنحة”
^ خاطب الأمين العام للفيدرالية الوطنية للمتقاعدين إسماعيل آلاوشيش المتقاعدين الملتفين حوله بقوله “ملفكم تم إدراجه في اجتماع الثلاثية الأخير، وقرار الفصل فيه ليس من صلاحيات الوزير أو الوزير الأول بل يرجع إلى مجلس الوزراء والرئيس هو من يقول كلمته، ونحن كفيدرالية نطالب بزيادة في منحة المتقاعدين بنسبة 40 بالمائة مع الأخذ بعين الاعتبار المرأة الماكثة بالبيت التي هي كذلك من حقها الحصول على نسبة 100 بالمائة من منحة زوجها. وأوضح المتحدث أن “المسألة تبقى قضية وقت ليس إلا ونحن ننتظر تجسيدها من طرف السلطات العمومية”. بدوره الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد ولدى اقتحامهم المقر، التقى المتقاعدين الذين حاصروه من كل جهة ولم يتركوه حتى يسمع انشغالاتهم، وكان لهم ما أرادوا، حيث خاطبهم واقفا وقال “ستستفيدون من زيادة في منحة التقاعد بنسبة 40 بالمائة وسيتم صرفها في راتب شهر نوفمبر المقبل”.
ن.ق.ج
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com