المحاسب نفسه على كل نفس الشيخ على الحقيقة شيخ الطريقة، ولايته ظاهرة و أحواله فاخرة و اسراره سنية و أنواره قدسية كراماته و أحواله مشهورة و علومه منشورة و قد بلغ رحمة الله عليه حالة التربية إذا سمعنا أن طالبا كان يتعلم عليه و ذات يوم غلبته نفسه فأتعبها في غير شيء بأن شغف بأمرأة أجنبية و تعلق بها للمعصية بحيث ارد مباشرتها فوجد الشيخ بينه و بينها، فاستحى و أصابته حشمة عظيمة، و لم يرجع له بعد ذلك نحو خمسة عشر يوما حتى بعث إليه رضي الله عنه.
و قد سمعت من المبرز العدل الصالح من أهل الفضل المرابط سعيد بن تقرين يحكي عن أبيه وجده عن الشيخ سيدي الجودي أ،ه سرقت لبعض أحبابه سرقة و لم يعلم بها إلا الله تعالى فوقعت الشكوى من أربابها له فبعث لكل من اتهم بها و كنت في جملتهم و لما وصلنا إليه أمرنا بردها و وعدنا بالخير العظيم ة الفضل الجسيم على ذلك فأبى الكل و كنت السارق فلما انفصل الجميع عنه مسكني و قال: انت الذي سرقت ردها بما تريده فأنا متكفل به فقلت له :نعم أنا على ما تريده فرددتها ثم قال لي: كلما ن قعت بدشرة فستغثص بي فأنا أغيثك اينما كنت و بعد ذلك ذهبت إلى الجزائر أريد المعيشة و تحصيل أسبابها فركبت سفينة حرب فأسر جميعنا، و وقعت عند من لا يحلم له و لا شفقة أصلا و صار يعذبني تعذيبا شديا فلما كان ذات الليلة خرجت هاربا إلى شاطئ البحر مختفيا في الشجر فلما علموا بأمري صار الصياح و النداء من ورائي إلى أن وصل الجميع إلى محلي غير أن حجبني الله عنهم بعد أن وصل كلبهم إلي يبصبص بين ثم يرجع إليهم و أنا معتمد على الشيخ و مستغيث به فرجعوا خائبين و بقيت أنا ملتجئا إلى الله ثم إلى الشيخ فمرت على سنة (بكسر السين) و إذا بالشيخ يقول: مد يدك إلى فممدت يدي إليه، فمسكها و رفعني، فاستيظت فوجدت نفسي في الجزائر، و غير ذلك من الكرامات رضي الله عنه و نفعنا بعلومه و أحواله و أنواره بمنه و كرمه.
و أولاده إلى الآن على الخير و الفضل و العلم و الحمد الله تعالى و هو من أهل القرن الحادي عشر أعني أوله و لم أدر هل أخذمن العاشر أم لا و قد حشى على الصغرى حاشية لطيفة و كلامه رأيته لا بأس به لأنه محقق في عصره اهـ ورتيلاني.
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف