الجزائر

"سيدة الموت".. أشهر قناصة عرفها التاريخ




فيلم (Battle for Sevastopol) وهو إنتاج مشترك بين (روسيا) و(أوكرانيا) يدور حول حياة القناصة (ليودميلا بلافينشنكو) التي انضمت لقوات الجيش السوفيتي -الجيش الأحمر- في الحرب العالمية الثانية، واقتنصت أرواح أكثر من ثلاثمئة جندي ألماني في أقل من عام، بينما لم تتعد سنوات عمرها الخامسة والعشرين، لتلقّب ب"سيدة الموت"، ويختارها الاتحاد السوفيتي ضمن ممثليه الذين أرسلهم في رحلة للحصول على الدعم إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية، و(كندا).بدأ المخرج (Sergey Mokritskiy) الذي ولد ب(أوكرانيا) وعاش ب(روسيا) في التحضير لفيلمه منذ أواخر 2013، غير أن القدر عارض مشروعه الذي تدور أحداثه في زمن الاتحاد السوفيتي الجميل بنشوب الخلاف السياسي بين (روسيا) و(أوكرانيا)، نصحه البعض وقتها بإنهاء المشروع الذي كان قد بدأه للتو، إلا أنه رأى أن يستمر في استكماله قبل أن يصبح أمر التوقف إلزاميًا وليس اختيارًا.يقول (Sergey Mokritskiy) "أردت أن يمنح فيلمي البلدين الاتحاد الذي كانا يملكانه يومًا ما، وإذا فشل في تحقيق ذلك فيكفيني أن يوحدهما في الساعتين (مدة عرض الفيلم).عُرض الفيلم في (أوكرانيا) و(روسيا) في نفس التوقيت، كل نسخة بلغة بلدها، غير أن المخرج فشل في أن يقنع الدولتين بالالتزام بنفس الاسم، فاختارت كلاً منهما اسمًا غير الأخرى، وإن كان مجرد استكمال مشروع الإنتاج المشترك يعد إنجازًا مهمًا إذا علمت بأن أوكرانيا حجبت العديد من الأفلام الروسية من العرض منذ خلافهما.بعيدًا عن الوضع القائم وإحباطاته، فالفيلم لا يأبه بالأحداث الحالية، بل يصحبنا في رحلة شيقة إلى الوراء قبل أكثر من سبعين عامًا، عندما دعت (اليانور روزفيلد) (ليدوميلا بافليشنكو) للإقامة معها أثناء زيارتها للولايات المتحدة ضمن الوفد السوفييتي، ما الذي رأته (اليانور) في الفتاة التي ترتدي الزِّي العسكري الصارم على الدوام؟ ما الذي أثار فضولها نحو الفتاة التي لا تعرف الابتسامة طريق وجهها؟ كيف أصبحت (ليدوميلا) على هذا النحو، ومن الذي دفعها الى ذلك؟يبدأ الفيلم بالرجوع إلى مشاهد (الفلاش باك) عندما كانت (ليدوميلا) فتاة مرحة تحب أن ترتدي فساتين أمها المنقوشة، وتنتظر أباها كي تبشره بترتيبها الأول على فصلها، إلا أن الأب (العسكري) لم يحب ما ارتدته ابنته، ولم ير في تفوقها شيئًا يستحق الاحتفال.لاحقًا وعند خروجها بصحبة بعض الأصدقاء، تفوقت (ليدوميلا) في مسابقة التصويب على زملائها الذكور، الأمر الذي سرعان ما انتشر في محيط مدرستها فحصلت على منحة مدتها ستة أشهر لتعلم التصويب بشكل محترف، ترددت (ليدوميلا) في بادئ الأمر إلا أن ولعها بأبيها الذي يبدو غير راضٍ عن كونها أنثى دفعها للقبول، فيما بعد وعند اندلاع الحرب قررت (ليدوميلا) التخلي عن دراستها وترك أسرتها، والابتعاد عن الطبيب الذي كان يتودد إليها لتلتحق بالجيش السوفيتي في حربه ضد النازية.أثناء إقامة (ليدوميلا) في البيت الأبيض، نصحتها (إلينور روزفيلد) أن تتحدث بثقة إلى المراسلين الصحفيين، وأخبرتها أن أكثر شيء يعزز الثقة هو الابتسامة، إلا أن (ليدوميلا) أخبرتها بأن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق.بالرجوع إلى مشاهد الحرب يتبين لنا أن الأمر لم يكن هينًا على الجميع بلا استثناء، ولكن (ليدوميلا) أبدت شجاعة لا تقل عمّا أبداه الرجال، وعندما يأتي الأمر لدقة التصويب فكفتها هي الرابحة، لم تتوان(ليدوميلا) عن اقتناص (الفاشيين) مثلما كانت تطلق عليهم، غير أن شجاعتها وتفانيها في تأدية واجبها جعلها دائمًا عرضة للاصابة، ذات مرة تلقت قذيفة دفنتها تحت الرمال، وكادت أن تقضي نحبها لولا أن سارع رئيسها بالبحث عنها وإيقاظها من الموت، لتعاني بعدها من متلازمة (بعد الصدمة) لبعض الوقت، وما إن استردت عافيتها مرة أخرى سعت للحصول على تقرير يفيد بسلامتها من أجل أن تعود لأرض المعركة، فقدت (ليدوميلا) رئيسها وحبيبها في الحرب في نفس اليوم الذي حصلت على تقريرها الطبي، إلا أنها سرعان ما وقعت في حب زميل آخر قُتل أيضًا وهو يحاول أن ينقذها من انفجار أحد الألغام، هذه المرة كانت الإصابة نفسية وجسدية، قرر طبيبها على أثرها ألا يمنحها تقريرًا يمكنها من العودة للجبهة مرة أخرى، غير أن آثار تلك الصدمة النفسية تبعها إلى مطبخ (الينور روزفيلد) عندما سقطت إحدى الأواني على الأرض، فتجمدت (ليدوميلا) في مكانها ممسكة بالسكين وأخذ جسدها يرتعش بشدة حتى تمكنت (الينور) من تهدئتها وطمئنتها.الممثلة الموهوبة جدًا (YuliyaPeresild) استطاعت على الرغم من جمال قسمات وجهها أن تحافظ على مظهرها الجاد والصارم طوال الفيلم، وأدت مشاهد القتال ببراعة، وأتقنت مشاهد الصدمة والفقدان التي تخللها بعض مشاهد الحب القاسي، وتمكنت من الحفاظ على الفروق بين شخصية (ليدوميلا) في مشاهد الحاضر و(الفلاش باك)، فنجد أن نظرات عينها اختلفت قبل الحرب، وأثنائها وبعدها، مما جعل من السهل على المُشاهد تمييز الزمن الذي تدور فيه الأحداث من شكلها قبل أن يظهر تاريخ الزمن على الشاشة.الفيلم على الرغم من كونه ناطقًا باللغة الروسية إلا أنه متوفر بعدة ترجمات، مما يجعل الأمر سهلاً على المشاهد؛ كي يتعرف عن قرب على "سيدة الموت" التي استطاعت أن تفرض سيطرتها على الحضور أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد في (شيكاجو) عام 1942، وتم إدراج هذا المشهد قرابة نهاية الفيلم، عندما قررت (ليدوميلا) أن تستغني عن خطابها المكتوب وتستبدله بخطاب ارتجالي قصير جدًا: "أنا بالخامسة والعشرين من العمر، وقد قتلت 309 أشخاص، ألا تعتقدون أيها السادة أنكم كنتم تختبئون ورائي منذ وقت طويل؟" لتحصل بكلماتها تلك على كل التصفيق والحفاوة من الحضور والدعم من الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد.Share 0a href="http://twitter.com/share'text="سيدة الموت".. أشهر قناصة عرفها التاريخ&url=http://www.elayem.com/'p=7313" onclick="window.open(this.href, 'Post this On twitter', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,width=600,height=455');"Tweet 0Share 0a href="#" onclick="javascript:window.open('http://www.linkedin.com/shareArticle'mini=true&url=http://www.elayem.com/'p=7313&title="سيدة الموت".. أشهر قناصة عرفها التاريخ&source=http://www.elayem.com', , 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,height=455,width=600');return false;"Share 0a href="http://pinterest.com/pin/create/bookmarklet/'media=http://www.elayem.com/wp-content/uploads/2015/07/سيدة-الموت.jpg& url=http://www.elayem.com/'p=7313& is_video=false&description="سيدة الموت".. أشهر قناصة عرفها التاريخ" onclick="javascript:window.open(this.href, '_blank', 'menubar=no,toolbar=no,resizable=no,scrollbars=no,height=455,width=600');return false;"Share 0




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)