سياسة كول ووكل

مجمع كوجال الياباني سيرفع قضيته مع الجزائر الى التحكيم الدولي، بعد ان تم فسخ عقده المتعلق بانجاز ما تبقى من شطر الطريق السيار شرق غرب، والملام في واقع الحال ليس مجمع كوجال ولكن " سياسة كول ووكل" التي باتت تسير بها المشاريع الجزائرية، لدرجة أن شركات أجنبية لم تكن تعرف معنى الرشوة وتشيبا دخلت اللعبة هنا عندنا بسبب كثرة الريع وفساد الجميع إلا من رحم ربك وهداه وابعده عن الشبهات، فمشروع الطريق الذي يفضل الكثير تسميته " سرق نهب" فاحت منذ البداية ولكن تركت الأمور تسير كأنها مأمورة، وفي الأخير وصل الجميع إلى قناعة ان الجمل يكاد يغرق بما حمل فمجمع كوجال ومن حام حوله من مسؤولينا لم يعد باستطاعتهم حمل كنز علي بابا على ظهورهم فبركوا ارضا واختلفوا في تقسيم الغنائم، ولم يكن من بد سوى التحكيم الدولي والأكيد ان هذا التحكيم الدولي ليس قرآنا منزه، لذا ستنقلب الأمور على الجزائر كما جرت العادة لانها لم تفز في أي تحكيم دولي، ولو تم حسم الأمور من الأول وضبطها وتم قطع الايادي الممتدة إلى "بقرة اليتامى " لما وصلنا إلى هذا الأمر من الفوضى وفسخ المشاريع وتأخرها اعواما وليس شهورا وفي بعض الأحيان الغاءها بالكامل او دون ان تبدأ حتى، رغم ان غلافها المالي وزع ذات اليمين وذات الشمال ويختصم فيه المختصمون، عموما هذه هي نتيجة كول ووكل وادهن السير يسير .