سليمان بن عبد الرحمن التلمساني

أبو الربيع سليمان بن عبد الرحمن ابن المعز المقري الصنهاجي المعروف بالتلمساني الفقيه، شيخ أبي بكر بن خلف المعروف بالمواق، وابي العباس أحمد بن محمد المعروف بالحصار.
كان زاهدا في الدنيا و اهلها ورعا على سنن اهل الفضل والدين، و كان موثقا بمدينة سلا، فإذا أعطاه أحد على الوثيقة أكثر من حقها رده إليه، و استقر بمدينة فاس إلى أن توفى بها، قيل: إن أخاه مات بسلا، فاجتمع في متروكه ألف دينار، فحملت إلى أبي الربيع بمدينة فاس فأبي من أخذها، وقال: كان أخي لا يعرف وجوه التجر، فأخذها أحد بنية و اتجر فهلكت، فقال له أبو الربيع: ألم أنهك عنها و قلت لك: إنها غير طيبة، وذكر أن امرأته ماتت بفاس، و تركت بها دارا بزقاق بدبالة، فقال له تلامذته: هذه الدار مثمنة فسعى أن تباع و يشتري بثمنها دونها، فبيعت و اشتريت له دويرة، وأرى بعضهم في منامه قائلا يقول له: إذ صليت الصبح فصل عنه السارية الفلانية، فإنك تصلي عندها مع رجل من اهل الجنة، فلما أصبح دخل المسجد، و جاء إلى تلك السارية فوجد عندها أبا الربيع المذكور.
و كان رضي الله عنه تلامذة و أصحاب، توفي بفاس سنة تسع و سبعين و خمس مئة (579)، ذكره التادلي في "التشوف" و تبعه على ذلك في "الجذوة"