تحدثنا مرارا وتكرارا على ضرورة التخطيط الجيد للتجمعات السكنية الجديدة بتوفير كل الخدمات الأساسية للسكان من مؤسسات تربوية ، و أسواق و محلات تجارية، و مساحات خضراء و فضاءات التسلية ،و مراكز البريد ،و مراكز الأمن والشرطة المراكز الصحية و النقل و التخطيط لإنجاز المساجد ،و كذا التموين المنتظم بالماء والكهرباء ،و الربط بشبكة الغاز ،و الإنارة العمومية و تنظيم عمليات الرفع القمامة ،و صيانة شبكات صرف المياه ،لأن كل هذه الخدمات مطلوب توفرها في التجمعات السكنية الضخمة و الأقطاب السكنية الجديدة في مختلف المناطق خاصة تلك النائية والمعزولة فهي عبارة عن مدن صغيرة تنمو على أطراف المدن الكبرى ومن المفروض التفكير في توفير مرافق الحياة اليومية فيها و جعلها عملية ابتداء من الفترة التي تسلم و توزع فيها السكنات من مختلف الصيغ لبداية حياة جديدة ومستقرة لساكني تلك المناطق والأحياء إن لم نقل المدن الصغيرة المرشحة للتوسع وفق مخططات التعمير المسطرة لها ،وفي الجزائر اليوم تتصاعد شكاوى المستفيدين من السكنات الجديدة والمرحلين من السكنات الهشة والأحياء القصديرية الفوضوية من الغياب الكلي للمرافق العمومية، إذ انه نتيجة لذلك تحولت تلك التجمعات الجديدة إلى مجرد مراقد يهجرها ساكنوها نهارا ليأووا إليها ليلا متعبين ومرهقين بعد معاناة مع النقل والانتظار الطويل ،علما أنه من أبسط الحقوق لهؤلاء السكان الجدد و المرحلين هو توفير محيط حياة منظم و مريح لا يسبب العناء والمتاعب و يضيف إليه هموما أخرى كالنقل هذا فضلا عن انعدام مرافق الحياة الاجتماعية الأخرى من أسواق و مدارس و غيرها خاصة منها النقل الذي يعد نقطة سوداء و مصدر تعب يؤرق مضاجعهم يوميا و ينغص صفو حياتهم فمتى تتكفل الدولة جديا في تهيئة الأحياء السكنية الجديدة بضروريات الحياة من مرافق و خدمات أساسية حتى لا يضطر المواطن إلى قطع مسافات طويلة وفي ظروف نقل شاقة حقا من أجل اقتناء حاجياته ،و حتى لا ينتظر الساعات الطوال بل الأيام ليصل الماء إلى حنفيات منزله الجديد و يفاجأ بين الحين والآخر بانقطاع الكهرباء ،و تكدس القمامة والفضلات المنزلية في بالقرب من بيته ويضطر أبناؤه يوميا للتنقل مسافات للوصول إلى المدرسة والمتوسطة والثانوية و الجامعة و نخلص إلى تساؤل كبير يتطلب الإجابة عنه هو متى يشمل تصميم وتخطيط التجمعات السكانية الجديدة الأخذ بعين الاعتبار والاهتمام ببناء المرافق العامة في نفس الوقت الذي تبنى فيه السكنات حتى لا يدور السكان الجدد في حلقة مفرغة ويعانون العزلة الحقيقية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/10/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ح زلماط
المصدر : www.eldjoumhouria.dz