وقد يزداد نمو السكان بمدينة تلمسان وخاصة، بعد انتهاء الحصار والأزمات ويعود الأمن والاستقرار لها، فيتضاعف عدد السكان من جديد(14) فالنصوص التاريخية تشير، إلى أن المجتمع التلمساني في العهد الموحدي بلغ عدده نحو مائة ألف نسمة، موزعة بين أكادير وتاكرارت(15) وتطور هذا العدد، في منتصف القرن الثامن هجري، أي الرابع عشر ميلادي، إلى مائة وعشرين ألف نسمة(16)، ثم قفز إلى نحو خمسة وعشرين ألف عائلة أي ما يزيد على مائة وخمسة وعشرين ألف نسمة(17)، وهي أرقام تدل على تطور عدد سكان مدينة تلمسان، ونموه ما بين القرنين السابع والثامن الهجريين أي الثالث عشر والرابع عشر ميلاديين.
ويتعذر على الباحث، أن يرسم صورة واضحة وكاملة عن عدد سكان مدينة تلمسان، وفي مختلف فترات تاريخها الزياني، لانعدام النصوص والوثائق، الضرورية لكل مرحلة من مراحل تطورها أو ضعفها، اللهم إلا تلك الإشارات العامة المقتضبة التي تدل على النمو العمراني في المدينة، بدون تحديد الفترة الزمنية وعدد الدور، واتساع العمران وانتشاره داخل المدينة، وبصورة غير دقيقة كما نجده في النص الآتي ((فلم يزل عمرانها يتزايد وخطتها تتسع، ورحل إليها الناس، من القاصية، لحسن موقعها وعذوبة مائها، وطيب هوائها، واختطت بها القصور والمنازل العالية، وغرست بها الرياض والبساتين، وفاحت برحبها الأزهار والرياحين، فكانت واسطة سلك وقاعدة ملك))(18).
ويتضح مما سبق، صعوبة تحويل هذه المفردات إلى أرقام وتحديد نمو عمران المدينة، في مختلف مراحل تاريخها الزياني، الذي دام أكثر من ثلاثة قرون، وكذا بيان تطورها وازدهارها وازدياد عدد سكانها، أو ضعفها وتقلص عمرانها في غياب الوثائق التي تدل على ذلك بالأرقام والإحصائيات في الزمان والمكان، وبالرغم من عمليات التخريب الواسعة النطاق، التي تعرضت لها مدينة تلمسان بسبب الحصارات والاجتياجات الكثيرة، من قبل الجارة الشرقية، (بني حفص) والجارة الغربية (بني مرين)(19)، فقد صمد أهل المدينة لهذه الشدائد بحيث صارت لهم يقظة دائمة، وحركة مستمرة وعملا دؤوبا في مجابهة الغزاة، وإعداد العدة للمقاومة وتخزين المؤن، وتنشيط الدورة التجارية والاقتصادية داخل المدينة(20).
ويبدو أن التلمسانيين، قد تمرسوا على هذه الشدائد، حتى صارت لهم القدرة والخبرة في مجال البناء والتعمير وترميم ما أفسدته الحرب لأن العمران أصبح في نظرهم رمز القوة والازدهار، وإن ظاهرة نمو السكان يحتاج إلى المجال العمراني والهياكل والخدمات الإجتماعية في المدينة، وهذا يتطلب منه توفير الموارد المائية، وإعداد اليد العاملة الضرورية(22)، ((وأن انتقاض العمران، يكون بانتقاض السكان))(23).
الحب هو ان تبحر دموعك من شاطئ عيوني و أن تشرق ابتسامتي على أفق شفتيك,,, الحب وصمة مثل بصمات الاصابع لايمكن أن نتخلص منه في اي وقت نشاء .......تلمسان حضارة و عاصمة للثقافة الإسلامية/ تستحق هذا اللقب بكل صراحة........ رشيد
amraoui rachid - photoghraph - sebdou - الجزائر
15/12/2010 - 9275
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com