تعرف بلدية الدويرة التابعة لدائرة الدرارية منذ سنوات طويلة جملة من المشاكل، أمام عدم إستفادتها من المشاريع التنموية التي ظلت بمثابة وعود كاذبة حاول من خلالها المسؤولون إسكات قاطني الأحياء المنعزلة المتواجدة بها، حيث تعاني أغلب الأحياء حالة من التهميش والإهمال أمام عدم مبالاة السلطات المحلية بالوضعية المزرية التي باتت تعرفها تلك البلدية، في ظل تفاقم العديد من المشاكل بها.
في المقابل فإن الكثير من المناطق تعرف نقصا فادحا بالمرافق العمومية والترفيهية إضافة إلى الحالة الكارثية التي تعرفها الطرق غير المعبدة بالمناطق المنعزلة بالبلدية. وفي سياق ذي صلة أفاد لنا قاطنو منطقة الهضبة الخضراء المتواجدة بالدويرة، أنه من ضمن المشاكل التي وقفت عائقا أمامهم خلال يومياتهم النقص الفادح للمرافق العمومية، حيث أكد لنا أحد سكان تلك المنطقة أنهم يتكبدون عناء التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى مقر البريد أو المركز الصحي الذي يتواجد بالمدينة أو “الفيلاج” حسب قولهم، كما أضاف آخرون أن تلك المنطقة تفتقد لمقر حافلات النقل مما يضطرهم لإستعانة بسيارات الكلوندستان بأسعار مرتفعة، حيث كشفوا لنا أن المرضى يتحملون آلامهم ليصلوا بعد ساعات طويلة إلى العيادة بساعات متأخرة من الليل. كما عبر سكان حي الرياشة المتواجدة بنفس البلدية عن تذمرهم الشديد من إفتقار منطقتهم لأدنى شروط الحياة، مما جعلهم يشبهونها بالقرى النائية بالرغم من تواجدهم بالدويرة، حيث إشتكى العديد منهم من إفتقار منطقتهم للسوق البلدي إضافة إلى المرافق الضرورية الأخرى، في حين إشتكت ربات البيوت من المعاناة اليومية لأطفالهم المتمدرسين أمام المشاكل التي باتت تعترض طريقهم عند ذهابهم لمدارسهم، والتي تبعد عن تلك المنطقة بعدة كيلومترات مما دفعهم إلى مرافقتهم بشكل يومي مشيا على الأقدام أمام النقص الفادح لوسائل النقل بمنطقتهم خوفا عليهم من حوادث الاعتداء المنتشرة بشكل كبير بالمنطقة، نظرا لغياب الأمن الذي كان سببا رئيسيا حسب قول البعض في إنتشار جرائم خطف الأطفال أو الإعتداء الجنسي عليهم، كما إشتكت أخريات من عدم توصيل منازلهم بالغاز مما يضطرهم إلى التنقل لشرائها من المناطق البعيدة المتواجدة بالدويرة وأحيانا ببلديات أخرى نظرا لإفتقادها ببعض محطات البنزين. في المقابل فإن خطر فيضان الوادي المحاذي لسكان منطقة الهضبة الخضراء بالدويرة مازال يهدد حياة العديد منهم بمجرد هطول الأمطار مما زرع الرعب بقلوبهم، حيث كشف لنا أحد الآباء أن طفلته كادت تفقد حياتها بعد سقوطها بالواد لولا تدخله بالوقت المناسب، وقد أرجع السبب لعدم تواجد مساحة كافية تسمح لأطفاله باللعب. من جهة أخرى أعرب السائقون والمارون عن إستيائهم الشديد من عدم تعبيد الطرقات المهترئة أو الترابية بمنطقة الهضبة الخضراء، وكذا إنتشار الحفر العميقة التي كانت سببا في حوادث المرور الخطيرة بالمنطقة، خاصة أنها تتحول حسبهم إلى ركام من الأوحال مما شكل لديهم صعوبة لإجتياز تلك الطرقات، كما كان سببا في تعطلهم عن أعمالهم نظرا لإفتقاد الشوارع للافتات والإنارة العمومية. وأمام سياسة الإهمال والتهميش التي يتبعها مسؤولو بلدية الدويرة إضافة إلى العزلة القاتلة التي أرهقت سكان العديد من المناطق بتلك البلدية يطالب سكان حي الرياشة السلطات المحلية بضرورة وضع شكاويهم المتكررة بعين الإعتبار، بالرغم من أنهم قد وضعوها بمقر البلدية منذ سنوات إلا أنها لم تلق أي إستجابة من قبلهم لسنوات طويلة. كما يناشد سكان منطقة الهضبة الخضراء مسؤولي البلدية بضرورة توفير المرافق الترفيهية والعمومية، إضافة إلى تشييد مقر للحافلات وتعبيد الطرقات لفك عزلتهم، كما شددوا على ضرورة وضع حل ينقذهم من فيضان الوادي المقابل لمنازلهم قبل حلول الشتاء آملين أن يتلقوا إستجابة فورية من قبلهم في أقرب الآجال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دينا روبي
المصدر : www.essalamonline.com