استياء... قنوط وأحلام ترحيل ضائعة
سكان الأحياء الفوضوية يتخوفون من خطر الفيضانات
يبدو أن مأساة القاطنين بالأحياء الفوضوية تتنوع حسب الفصول فبعد فصل صيف قضوه وسط النفايات والكوارث البيئية والصحية هاهما فصلا الخريف والشتاء على العموم يأتيانهم بما هو أخطر بسبب احتمال فيضانات الأودية وتسرب مياه الأمطار الغزيرة على بيوتهم القصديرية التي لا تصلح للعيش البشري بحيث رغم امتصاص تلك النقاط السوداء عن طريق عمليات الترحيل الكبرى التي مست بعض الاحياء كأحياء عين النعجة وغيرها الا أن العشرية السوداء خلفت نقاطا متعددة من تلك الأحياء الفوضوية التي لا تكاد تختفي لنراها من جديد عبر بعض النواحي.
نسيمة خباجة
يتجند اغلب القاطنين بتلك الاحياء الفوضوية لمجابهة الطبيعة الغاضبة في فصل الشتاء وسط تخوفات كبيرة من خطر الفيضانات الذي يداهمهم مع حلول فصل الخريف والشتاء ولو أن مأساة فصل الصيف مماثلة من حيث الحرارة اللافحة داخل تلك الأقفاص وانتشار القوارض والنفايات بمداخل ومخارج تلك الأحياء الا أن معاناة فصل الشتاء تكون اكبر بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخل تلك السكنات وتحولها إلى برك مائية مع مجابهةر خطر الموت في حال تهاطل الأمطار الغزيرة وغرق تلك الاحياء التي لايهنأ بال سكانها ولا ينامون خلال فصل الشتاء خوفا من حدوث فواجع تفتك بحياة الأسر ولعل أن التجارب السابقة هي خير دليل على المأساة التي تتخبط فيها عشرات العائلات داخل تلك الاحياء .
هواجس لا يغمض لها جفن
اقتربنا من بعض القاطنين بتلك الاحياء المنتشرة بالرويبة وحسين داي وبراقي وعبن بنيان وباش جراح في الناحية المعروفة بلاقلاسيار وبالضبط حي جاييس إلى جانب البيوت الهشة ببولوغين والنقاط الفوضوية بباب الوادي تنوعت الوجهات لكن الماساة واحدة في فصل الشتاء بحيث أجمع هؤلاء انهم لا ينامون في ايام فصل الشتاء التي تتساقط فيها الامطار بسبب التخوفات الكبيرة من غرق سكناتهم وتسرب مياه الامطار إلى داخل تلك الاقفاص التي دهست كرامتهم رغم أحقية السكن لكل مواطن وهو ما اوضحته السيدة فضيلة القاطنة بحي فوضوي باعالي باب الوادي قالت أن فصل الشتاء لن يمر بسلام على فئاتهم الضعيفة التي لا حول ولا قوة لها وانها مطلقة وام لطفلين دفعتها الظروف القاسية إلى بناء بيت فوضوي يسترها هي وطفليها إلا انها ترى الويل خاصة في فصل الشتاء بحيث أن مسكنها مبني في منحدر مما يؤدي إلى تسرب مياه الامطار إلى الداخل ناهيك عن التصدعات في الجدران مما يجعل خطر الانهيار خطرا محدقا بها وبطفليها وتتخوف كثيرا خلال هذه السنة حسب بعض المعلومات التي تفيد أن شتاء هذا الموسم تتخلله امطار غزيرة وعواصف الأمر الذي يخيفها كثيرا وقالت انه لو بيدها لغادرت ذلك المنزل المخيف والمرعب الا أن لا بديل لها وتتخوف من التشرد عبر الشوارع هي وطفليها.
هو نفس ما عبر به بعض المواطنين القاطنين باحد الاحياء الفوضوية بحيثأجمعوا أن فصل الشتاء هو اخطر فصل يواجهه سكان تلك السكنات الفوضوية بسبب خطر الفيضانات وموتهم تحت الأنقاض لاسيما مع الوضعية الوعرة لتلك الأحياء الفوضوية.
نفس مع عبرت به مواطنة من حي جاييس بلاقلاسيار التي قالت أن بيوتهم الهشة تكون في وضعية جد صعبة خلال فصل الشتاء بسبب التصدعات وتآكل الجدران مما يزرع في قلوبهم الهلع خلال كامل شهور فصلي الخريف والشتاء.
زنك... بلاستيك وألواح لمجابهة الشتاء
يكثر إقبال القاطنين بالأحياء الفوضوية خلال هذه الايام على بعض المستلزمات والوسائل ويرونها انها حلا متاحا لحماية حياتهم وحياة عائلاتهم وذلك اضعف الإيمان كما قالوا بحيث توجه معظمهم إلى اقتناء الزنك والألواح والبلاستيك بكميات كبيرة من اجل الاحتماء في ليالي الشتاء الباردة وأمطارها الغزيرة وكانت تلك الوسائل لمن استطاع إليها سبيلا بحيث اصطفت على حواف الأحياء في انتظار تثبيتها على أسقف تلك المنازل أن صح التعبير خاصة وأن تلك المنازل لا تحوي أسقفا بل هي مزودة بالزنك والحديد من الاعلى ويغتاظ أغلب الساكنين لتلك الحالة المأساوية التي يتخبطون فيها وتستمر معاناتهم طيلة فصل كامل ويبدو أن مأساتهم في هذه السنة بدأت مبكرا مع افتتاح فصل الخريف الذي ميزه تساقط الأمطار بكميات كبيرة مصحوبة برعود مما ادى إلى تضخيم معاناتهم عبر تلك البيوت الفوضوية التي ادخلتهم في حالة قنوط ويأس لاسيما مع تبخر احلام الترحيل ويطالب هؤلاء بالتعجيل في ترحيلهم مثلهم مثل باقي المواطنين الذين استفادوا من سكنات ورأوا أنهم أولى بالترحيل خاصة وأن الموت يهددهم في تلك البيوت في أي لحظة مع غزارة الأمطار والرياح الهوجاء وخطر الفيضانات وغرق بيوتهم.
وبالفعل تشكل تلك الأحياء تراجيديا خلال فصل الشتاء بحيث يتخوف الكل من الكوارث التي تحل بالأحياء الفوضوية التي خلفت ضحايا ابرياء احتموا بجدران بيت فوضوي في وطنهم الأم إلا أن تلك الجدران لم ترحمهم وغدرت بهم وكان مصيرهم الموت تحت الأنقاض والأوحال بعد أن غاب حقهم في بيت مهيأ للعيش الكريم مثلهم مثل باقي البشر وعلى السلطات المعنية التعجيل في ترحيل هؤلاء ووضع ملفاتهم نصب الأعين خاصة وأن غضب الطبيعة لا يرحم في فصل الشتاء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com