على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة المحترفة ومن سار في ركبهما من رؤوساء الاندية ان يدفنوا رؤوسهم في التراب، بعد ان سقط مشروعهم الاحترافي في سنته الثانية، وبعد ان تحولت ملاعبنا بسبب ما اعتمد من ترقيع الى ساحات للوغى يتصارع فيها الناس بسبب أو بدون سبب.
لقد أوهمونا بأن هذا المشروع سيجعل بطولتنا رائدة في افريقيا لكن دون ان يوضحوا لنا كيف كتبت وصفتهم وعلى أي اساس سنصبح روادا لإفريقيا كرويا وكيف ستحدث هذه النقلة وهم يدركون بأن محيط اللعبة ملغم وتنشط فيه مجموعة من المغامرين الذين لا يملكون سوى قوت يومهم.
لقد أوهموا الرأي العام الكروي بأنه لا مفر من الاحتراف وبأي ثمن بالرغم من انهم كانوا يدركون بأن المناخ غير ملائم وانه يتطلب فلسفة ورؤية ثاقبة وأموالا ضخمة لرفع التحدي بل ويتطلب ايضا ثورة على اساليب التسيير التقليدية البالية التي كانت تدار بها اللعبة، وهو ما لم يحدث على الاطلاق.
كما ان الانتقال الى عالم الاحتراف وروراوة يدرك ذلك كان يجب ان يبدأ ايضا بتوفير بنية تحتية صلبة قادرة على مواجهة التأثيرات مهما كانت هذه التأثيرات، لكن مع الأسف لم يحدث ذلك، بدليل ان الذين روجوا لهذا المشروع عندما دفعوا به الى الواجهة، اعتمدوا عن قصد أو غير قصد على ادوات قديمة واساليب بالية، ساهمت من خلال تسخيرها في خلق وضع شاذ من نتائجه ما يحدث اليوم من تشويه للعبة والمنافسة واثر سلبا على المحيط فتحولت ملاعبنا الى بؤر للفوضى وممارسة مختلف طقوس العنف.
إن النتائج السلبية التي حصدتها الكرة الجزائرية في السنة الثانية من الاحتراف، نلمسها اسبوعيا في السقوط الحر لأنديتنا في البطولات القارية وفي تراجع مستوى الاندية الكبيرة وفي الوضع المتعفن الذي يعيشه الكثير منها وفي موضة الاضرابات وفي التصريحات النارية لمسؤولي اللعبة على كل المستويات وتعصب وطيش الجماهير في كل الملاعب وفي بيروقراطية الفاف وعدم احترافية الرابطة وفي تعفن محيط اللعبة، وللملاحظ ان يتمعن في ما يحدث بملاعبنا مع بداية كل اسبوع من عنف وتعصب ومن طيش ومن اغتصاب للقيم وللروح الرياضية، الى درجة ان تنظيم مباراة في الكأس بات يتطلب تسخير 5 آلاف عون امن وتعطيل حركة المرور والنقل في سابقة هي الاولى.
أليس كل هذا الذي تعيشه كرتنا الآن، سببه المنظومة الاحترافية التي اراد من يديرون اللعبة في الفاف والرابطة ان يفصلوها على مقاس فهمهم للاحتراف؟ وهل ينجح الاحتراف بعقليات تدين بالولاء للأندية عوض الصالح العام وهل يمكن تحقيق الوثبة التي تحدثوا عنها في الايام الاولى لإنطلاق البطولة الاحترافية، ولاندية تدار بعقلية ''البايلك'' من قبل رؤساء يحرضون على الاضراب ويحولون المدرجات الى منصات لحملاتهم الانتخابية ولا يهمهم إذا ازهقت الارواح في الملاعب أو خربت الممتلكات العامة والخاصة؟ إنها الحقيقة التي يجب ان تقال والتي يجب ان نتعامل معها عندما نتحدث عن ظاهرة العنف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : اليوم عبدالرحمان شويعل
المصدر : www.el-massa.com