يعد الفنان المصري أحمد السلكاوي من بين أهم الفنانين الصاعدين في المسرح المصري اليوم والذي استطاع أن يصنع لنفسه مكانا وسط كبار المسرحيين. ويشارك الفنان في مسرحية «زي الناس» بمهرجان المسرح العربي في دورته التاسعة بوهران. وفي هذا السياق، أجرت «المساء» حوارا مع الفنان حول تجربته وتطور المسرح المصري ومختلف التحديات المطروح اليوم أمام المسرحيين المصريين بالخصوص.من هو أحمد السلكاوي؟أحمد السلكاوي فنان مصري شاب من فرقة مركز الإبداع الفني، أشارك في مسرحية «زي الناس» بمهرجان المسرح العربي من إخراج هاني عفيفي، مقتبسة عن مسرحية «القاعدة والاستثناء» للكاتب العالمي «ألبير برشت»، كما أن عرضنا هذا هو الثاني من نوعه بعد مشاركتنا في دورة قرطاج الدولية بتونس ونتمنى أن نلقى القبول من طرف الجمهور الجزائري.تعد هذه أول زيارة لك للجزائر، ما تعليقك على الاستقبال والتنظيم؟الاستقبال كان على درجة عالية من الحفاوة ونحن سعداء بحلولنا بالجزائر ولم يبخل المهرجان وإدارته بتوفير كافة السبل لراحة الضيوف، كما كان حفل الاستقبال والافتتاح مبهرا جدا بحضور وزيري الثقافة والتضامن وعدد كبير من المسؤولين الجزائريين ونخبة من أهم الوجوه المسرحية العربية. بالمقابل كان عرض مسرحية «حيزية» قمة في الروعة وهو مستوحى من تاريخ الجزائر العريق وهذا وسط حالة مبهجة للأزياء التقليدية والشعر.ما هي مهام مركز الإبداع الفني بمصر؟يقوم مركز الإبداع الفني باستقطاب الشباب الموهوبين من ربوع مصر ويتم اختيار المواهب وفق شروط جد محددة ومن ثم يتم دمج البعض وتكوينهم، كما توجد عدة فعاليات مسرحية في كل أرجاء مصر، وعلى رأسها المسرح التجاري الذي عاد بقوة والذي أشارك فيه شخصيا من خلال مسرحية تعرض بالقاهرة بطولة محمد رمضانو روجينا وأحمد فؤاد سليم، حيث لا نزال نقوم بعرض المسرحية منذ ستة أشهر و لا تزال تستقطب الجمهور.تعرف مصر ظاهرة «التياتور الخاص»، فهل تعتبر ظاهرة صحية في مصر؟بغض النظر عن ما يقدم من عروض ومحتوى، ندعو هذا النوع من المسرح بالمسرح التجاري الذي يهتم أساسا بجذب المشاهدين عن طرق استخدام وسائل بسيطة كالبهجة والكوميديا والغناء والاستعراض والمتعة المسرحية، كما يقدم رسالة بسيطة لا تقارن بالمسرح العمومي وانتاجاته العميقة.في الأخير، يسعى المسرح التجاري لملء شباك التذاكر والربح عكس المسرح العمومي المدعم، وهذه الحالة لا تقتصر على مصر أو الدول العربية فقد كانت لي زيارات لعدة دول بالعالم والتي وجدت فيها هذا النوع من المسرح التجاري الربحي، فجمهور المسرح جمهور محدود بطبعه إلا في حالة استثنائية كما هو الحال بمسرح برودواي، كما أعتبر المسرح التجاري مرحلة تكوين للممثل قبل وقوفه أمام كاميرات السينما.ألا تعتقد أن المسرح كان أكثر جرأة قبل التغيرات السياسية بمصر؟يوجد بعض التراجع، غير أن هامش الحرية بمصر مفتوح وبدون رقابة ماعدا الرقابة الذاتية من الفنان أو المخرج ولا وجود لرقابة خارجية إلا في حالة العروض السافرة أو الخارجة عن الأخلاق، ففي فترة الستينات والسبعينات والثمانينات كانت هناك مسرحيات كبيرة تتكلم عن مشاكل المجتمع وتغلغلت في نقد هذه السياسات مثل مسرحية «على الرصيف»، ولكنها تتكلم عن حقب تاريخية للهروب من الواقع.أما العرض الذي نقدمه في مسرحية «زي الناس» فيقدم نوعية من النقد الخاص باختفاء الطبقة الوسطى من المجتمع المصري ويقدم نوعية مختلفة من الأوضاع السائدة في إطار ملحمي وتاريخي ،وأنا لا أرى وجود أزمة كبيرة فسقف الحرية مفتوح و لا وجود لشيء نخفيه.ما هي النصيحة التي تقدمها للمسرحيين الشباب؟نصيحتي للمبدعين الشباب بأن يتدربوا فكل محب للمسرح وجب عليه أن يتدرب بشكل مكثف لأن الممارسة المتكررة تخلق الفنان المبدع وتصقل مواهبه ونحن في مركز الإبداع بمصر نعتمد على هذا المبدأ من خلال التدريب على المسرح.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رضوان ق
المصدر : www.el-massa.com