الجزائر

سفير دولة فلسطين ل "الجمهورية"



سفير دولة فلسطين ل
في لقاء لنا مع سفير دولة فلسطين في الجزائر السيد لؤي عيسى كشف لنا فيه مدى تألمه من الوضع الذي الت اليه بلاده خاصة قطاع غزة الذي تدمر بفعل الالة الصهيونية التي قضت على الأخضر واليابس ، كان اخرها أول أمس 5 شهداء سقطوا وعدد من الجرحى بسبب انفجار صاروخ كان من مخلفات العدوان ، وان تعددت المسميات فتبقى الحرب الدائرة في القطاع طويلة الأمد على حد تعبيرهويبقى الأهم في الوقت الراهن هو كيفية إعادة اعمار غزة الجريحة ، التي بها اليوم اكثر من نصف مليون مشرد ، واجلاء اكثر من 400 جريح يعانون من التعفن الجراحي بشكل مستعجل وعن اخر مستجدات الوضع هناك حدثنا السفير عن التوصل الى وقف اطلاق النار جديد بدءا من الأربعاء الماضي ،لمدة 5 ايام ، بعد خرق الهدنة في البداية والسيطرة على الأمور بشكل تام مؤكداً أنه ، الان يتم جرد الأوضاع على الأرض ، باستغلال فرصة التهدئة لرفع الانقاض، واخراج جثامين الشهداء و تحديد الخسائر ، تأمين بعض المواضيع الضرورية للسكان ، كذلك هناك وفود توجهت الى رام الله للقاء الرئيس من اجل مناقشة القضايا التي وصلت اليها المفاوضات وأما عن رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الاسرائيلي ، فقد اعتبرها السفير بمثابة رد للضحية على جلادها ، فهي معركة آلياتها معروفة، قائلا " نحن بصدد محاربة عدو صهيوني يحاول انتهاك أرضنا في مشروع للاستيلاء عليها ، لذلك فقد تختلف أشكال الصراع بين معارك عسكرية ، وتهدئة ، لكن المعركة هي نفسها والقضية نفسها"هذا وعن المساعدات الموجهة للمتضررين بالقطاع فهي تصل تباعا ، -يقول السيد لؤي " وتخضع بالموازاة الى مسائل خاصة في كيفية ايصالها،بسبب الحالة المتردية والقصف،وهناك اجراءات عملية وتقنية تصعب وصولهاومن ضمنها مساعدات مصرية واخرى من الأردن عبر المعبر بالتنسيق مع اسرائيل كذلك الامر بالنسبة للمساعدات التركية وغيرها من البلدان الاخرى، لكن على العموم فلا تلبي هذه المساعدات الحد الأدنى من متطلبات السكان بعد المجزرة غير الطبيعية ،لان وحشيتها لاتمت باي صلة للقرن الواحد والعشرين ، وليس لها مسميات ، بالنظر الى حجم الخسائر وقوافل الشهداء و الجرحى، وحالات الإعاقة والضرر النفسي.* 700 حالة اجهاض بسبب المجزرةترتب عن الحرب على غزة –يضيف السفير – ظهور أمراض نفسية خطيرة على الأطفال من فزع ليلي وقلة شهية ، وما إلى ذلك من التبول اللاارادي ، علاوة على تسجيل 700 حالة اجهاض وسط النساء.مخلفات الاعتداء على غزة بلغت ذروتها بعد آن أقدم الصهاينة وفي أشكال مبتكرة من العدوان على تحطيم البنية التحتية و تدمير كل شيء ينبض بالحياة ، خاصة بقصف المجاري ، الطرق ، الجسور ، محطات الكهرباء المستشفيات ، المساجد الكنائس ،بل وأعدم البشر وأفنى عائلات ، وغيب أحياء بأكملها عن الوجود ،* 6ٍ ملايير دولار حجم الخسائرومعدداً أخطر نتائج الحرب كان تلويث مياه الشرب وانعدامها ، تشريد نصف مليون من البشر في شوارع غزة، تلويث شطوط البحر ، تدمير 55 مركبا للصيد التي تقتات منها نحو 3000 عائلة ، حالها حال 70 أو 80 مصنعا دمرت ،و استهداف 231 مدرسة بما فيها مدارس الأونروا وبشكل مباشر وعلني على كل مرأى ومسمع العالم، والتي تجمع اكثر من 160 الف طالب ، وقصف 6 جامعات ، بما يعني تضرر 100 ألف طالب جامعي ، ومن مخلفاته البشرية اكثر من 2000 شهيد اغلبهم نساء وأطفال ، واكثر من 10 الف جريح ،واستشهاد 12 صحافيا ،و قتل 16 ممرضا ومسعفا ، و11 من العاملين في الأونروا ، من جهة اخرى تدمير مايزيد عن 10 الف منزل ،وتحطيم 14 سيارة إسعاف ، و12 مركز رعاية أولية ، و19 من مرافق الكهرباء لنغرق في الظلام الشامل - كما يضيف - والقضاء على مقرات 22جمعية خيرية كانت تحتضن 180 الف مواطن ضمن حالة الحصار ،و 9 محطات مياه يستفيد منها 700 الف مواطن،و 139 مسجد منهم 46 بشكل تام وكنيسة ، وحتى 11 مقبرة وواحدة مسيحية لم تسلم من القصف.* خسائر فادحةفي السياق ذاته جدد السفير القول أن أي حديث عن الخسائر الانسانية أو الاقتصادية ، هو حديث عن الفكر المضاد للبشرية والانسانية ، يتصرف ويتكلم بعليائية ضمن حالة التشتت التي تعيشها الامة العربية الاسلامية ، ومعاناة اهلها هناك من اعتبارهم مقيمين وليسوا مواطنين تسحب هويتهم اذاغادروا القدس ل6 اشهر ، وكان اخر الانتهاكات بناء جسر خشبي يربط حائط البراق بصحن المسجد لمنع المسليمن من دخول المسجد من 8 الى 11 صباحا ، ضف الى ذلك الجدار العازل مؤكدا في هذا الباب على صمود الفلسطيني، مهما تعدت أشكال الاعتداء ،فهو يتحدى مع كل ذرة تراب وشجرة زيتون ، وبالتالي يمنع الاحتلال من اقتلاعه من جذوره ،ومسألة إجلاء الجرحى التي نالت نصيبا من الحديث مع السفير ، قال بشأنها "لدينا طواقم طبية جيدة لكنها لاتكفي لان حجم الخسائركبير جدا ، و وصلت بعضها من نابلس و الخليل واخرى من البلدان الخارجية"(...)* تحديد الية نقل الجرحىواما عن المبادرة الجزائرية بطلب تطبيب الجرحى فقد استحسنها محدثنا كثيرا ، مبينا انه ارسل برسالة الى وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات ، تتضمن جاهزية بلاده لارسال الجرحى ، مع توضيح وتحديد الحالات التي يمكن التكفل بها ، خاصة وان هناك اكثر من 400 حالة حرجة تعاني من تعفنات جراحية ،مردفا انه سبق له وان اتصل بوزير الصحة الفلسطينية بغية ارسال قوائم محددة من الأدوية هو بحاجتها ، مع ارفاق طلب الى السلطات الجزائرية بتزويدنا ب 20 سيارة اسعاف و10 أخرى لنقل الجرحىكما رد السفير وبشأن الشروط التي تبنتها مصر لادخال مساعدات الهلال الأحمر الجزائري نحو فلسطين ، بالقول انها تظل نفسها في كل مرة بارسال رسالة للخارجية المصرية من الجهة المانحة تحدد فيها نوعية الادوية ،تاريخ صلاحيتها ، حجم الصندوق الذي يحويها مع ادراج اسماء المرافقين، مع ضرورة كتابة أنها هدية للهلال الاحمر مرسلة من الجهة المانحة ، على ان تتحمل الجهة المانحة نفقات النقل.في سياق اخر وعن الهبات التضامنية الجزائرية من قبل الجمعيات والاحزاب والمؤسسات ، ثمن محدثنا تلك المبادرات، قائلا "ان الجزائر كانت ولاتزال ورشة لفلسطين فكل مدينة تحتوي الازمة الفلسطينية وحتى السفارة تحولت الى فضاء تضامني يستقبل يوميا مساعدات وادوية يشرف عليه اطباء وجامعيون ".ووجه السفير من جهة اخرى دعوة الى وزارة التعليم العالي من اجل عدم تفويت الفرصة لطلاب الجامعة الفلسطينيين لان المجزرة استهدفت أوراقهم وجوازاتهم ،فيصعب في الوقت الراهن احضارهم او استكمال اوراقهم ، مصرحا انه سيقوم بمخاطبة الوزير في هذا الشأنمجددا القول أن حجم الكارثة مهول جدا ولايمكن للمساعدات ان تفي بالغرض بعد تدمير اكثر من 199 مدرسة ، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف واين بامكان الطلبة الالتحاق بمقاعد الدراسة ، ولعل الامر الاستعجالي ايضا هو اعادة بناء محطات المياه ومولدات الكهرباء.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)