الجزائر - A la une

سفير الولايات المتحدة يؤكد صواب موقفها من الأزمة:‏ الجزائر يمكن أن تقدم مساعدة متعددة الأشكال لمالي



سفير الولايات المتحدة يؤكد صواب موقفها من الأزمة:‏                                الجزائر يمكن أن تقدم مساعدة متعددة الأشكال لمالي
أكد السفير الأمريكي في الجزائر، السيد هنري هنشر، أمس، صواب الموقف الجزائري من الأزمة في مالي، مبرزا أهمية الدور، الذي يمكن للجزائر أن تلعبه في مرحلة إعادة بعث الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة في هذا البلد ومساعدته على بناء وحدته وإرساء الديمقراطية.وفيما جدد دعم الولايات المتحدة الأمريكية لموقف الجزائر، أشار إلى أن هذه الأخيرة التي تعتبر الدولة الأقوى في المنطقة يمكن أن تساعد مالي بخبرة جيشها في مكافحة الإرهاب دون الحاجة إلى أن ترقى هذه المساعدة إلى مستوى التدخل العسكري المباشر.
وأكد السفير الأمريكي في حديث للموقع الإعلامي ”كل شيء عن الجزائر” أن الجزائر التي لعبت دور الوسيط السياسي في الأزمة في مالي نظرا لعلاقاتها الوطيدة مع حكومة هذا البلد من جهة، ومع ممثلي التوارق في شمال مالي من جهة أخرى، وكونها الدولة الأقوى في المنطقة يمكنها أن تقدم مساعدة متعددة الأشكال للحكومة المالية وللمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وأشار إلى أن هذه المساعدة يمكن أن تتخذ الطابع السياسي والإنساني والعسكري، موضحا أن المساعدة العسكرية المقصودة في هذا الإطار لا يشترط أن تكون في شكل تدخل عسكري مباشر في شمال مالي، على اعتبار أنه على الجزائر التركيز في هذه المرحلة على تأمين حدودها، إنما يمكن أن تكون هذه المساعدة -حسبه- في شكل دعم لوجيستي للقوات الإفريقية من خلال الإسهام في تكوينها. أما عن طبيعة الدعم السياسي، أوضح الدبلوماسي الأمريكي أنه يتمثل في دعم الجزائر لمجهودات الحكومة المالية لتمكينها من استعادة تحكمها في مناطق الشمال ومع مواصلة دعم المفاوضات مع سكان الشمال حتى تتم الاستجابة لتطلعاتهم في إطار مالي موحدة.
وفي رده على سؤال حول طبيعة المشاركة الأمريكية في الحرب على الجماعات الإرهابية في شمال مالي، ذكر السيد هنشر بأن التدخل العسكري الفرنسي في مالي جاء نتيجة لطلب وجهته لها السلطات المالية، موضحا أن الحكومة الأمريكية تجري حاليا محادثات ضيقة مع الحكومة الفرنسية حول الطريقة التي يمكن للولايات المتحدة أن تساهم بها في هذه العملية العسكرية، مضيفا ”المهم هو أننا بصدد إجراء مشاورات مع فرنسا وكذا مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ونتابع تطورات الوضع بمالي”، وأشار إلى أن إسهام الولايات المتحدة الأمريكية في هذه العمليات متوقف على طبيعة التدخل وشكل المساعدة المطلوبة منها، مؤكدا -بالمقابل- أنه ”في الوقت الراهن يعتبر انتشار قوات عسكرية أمريكية على التراب المالي أمرا غير ممكن... والقوات الأمريكية لن تقوم بأي هجوم، وستدعم العمليات الجوية فقط”.
وبخصوص قرار الجزائر بالسماح للقوات الجوية الفرنسية بالتحليق في الفضاء الجزائري وغلق الحدود مع مالي، أوضح السفير الأمريكي أنه من الضروري أن تسهر كل دول المنطقة على مراقبة حدودها لمواجهة عمليات تهريب السلع التي توجه للجماعات الإرهابية، مقدرا بأنه من المهم حاليا أن تدخل الجزائر ومالي في مشاورات معمقة لتكون هناك فكرة حول متطلبات الحكومة المالية، مؤكدا -في سياق متصل- أن الولايات المتحدة الأمريكية رحبت بالزيارة التي قام بها الوزير الأول المالي للجزائر.
كما أشار المتحدث إلى أن المجموعة الدولية ستقدم دعمها لدفع الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة في مالي، مبرزا أهمية الدور الذي ستعلبه الجزائر في هذا المجال، وأكد في الصدد أن موقف الجزائر حول الأزمة في مالي سليم وصائب، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تتفق مع الجزائر على وحدة مالي وضرورة بناء نظام ديمقراطي يعترف بسكان الشمال في هذا البلد، نافيا أن تكون للولايات المتحدة الأمريكية أية نية لإرساء قاعدة عسكرية في منطقة الساحل.
على صعيد آخر، رفض السفير الأمريكي إعطاء تقييم خاص لمسار الإصلاحات السياسية في الجزائر، مؤكدا أن هذا التقييم يخص الجزائريين وحدهم، كما رفض المتحدث الخوض في الحديث عن القضايا السياسية التي تخص الجزائر، على غرار النقاش الدائر حول الانتخابات الرئاسية القادمة، معتبرا أن ذلك هو ”شأن جزائري لا نعلق عليه”، موضحا بأن بلاده ستعمل مع أية حكومة يتم انتخابها من قبل الشعب الجزائري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)