قال سفير الجزائر السابق في البحرين، السيد محمد السعيد، خلال سنوات 1986 ـ 1989، إن للصراع في البحرين جذورا تاريخية، لأنه جزء من الصراع الشيعي السني المحتدم منذ مقتل الحسين بن علي، والسؤال المطروح هو لماذا تم إحياؤه اليوم؟
ويرى محمد السعيد أن هذه المعضلة حقيقة موجودة في المنطقة كلها وليس في البحرين فقط، وقد بُعثت من جديد بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وعودة الخميني إلى البلاد بعد سقوط الشاه... مع هذا ينبه محدثنا إلى أن الوضع في مملكة البحرين له خصوصيته، فهذا البلد عرف منذ مطلع سبعينات القرن الماضي ممارسة ديمقراطية لم تعرفها بقية دول الخليج العربي، ودستورها الصادر خلال هذه الفترة متطور عن بقية دساتير دول محيطها، ويكفي أنه احتوى مادة تسمح للنائب المنتخب أن يدخل أي ثكنة عسكرية ويسأل أي ضابط عن خطأ يكون قد ارتكبه في حق جندي من الجنود، وهذا شيء لم يحتوه أي دستور عربي آخر، وبالإضافة إلى هذا الجانب، يقول السيد محمد السعيد إن البحرين رائدة عربيا كذلك في المجالات التربوية والتعليمية والثقافية بشكل عام، وهذه حقائق لا يعرفها العديد من الناس.
وحمّل محمد السعيد السلطات البحرينية مسؤولية ما يجري، وإن كان بصيغة الحديث عن السياسات الرسمية العربية بشكل عام، فقال إن المطلوب من الحكام هو توقع الأحداث ومعالجة مسبباتها قبل الانفجار . وتحديدا عن البحرين، قال إن الشيعة موجودون في السلطة وتمثلهم شخصيات معروفة بولائها للسلطات الحاكمة، لكن الجيل الجديد من شيعة اليوم وهم الشباب، والشباب هو مندفع بطبعه، لا يستمعون لهؤلاء . وبخصوص التطورات الإقليمية، يقف المتحدث عند الدور الإيراني الذي يتخذ من شيعة المنطقة أداة لتقوية نفسه، وهذا العامل ـ العامل الإيراني ـ يدفع السلطات السنية الممثلة في آل خليفة إلى الارتماء أكثر في أحضان السعودية، وهذه الأخيرة لن تسمح بأي حال من الأحوال بسقوط البحرين في يد الشيعة وبالتالي في يد إيران... دون أن يعني هذا أن كل الشباب الشيعي في البحرين طائفي، وهذا ما تدل عليه كتاباتهم وبياناتهم، كما يقول.
أما عن الحل فيقول محدثنا إنه لن يأتي إلا من عقلاء الطرفين الشيعي والسني وهم موجودون... والحل بين أيادي هؤلاء الذين يفترض أن يصلوا إلى نموذج ديمقراطي توافقي يخدم البحرين ككيان سياسي قائم بذاته، أما ذهنية الإقصاء التي تطبع سلوك الجهتين لحد الآن فلن توصل إلى أي نتيجة... وعلى هؤلاء أن ينتبهوا إلى أن الواقف والمستفيد من تقسيم البحرين أو أي بلد عربي آخر هو إسرائيل التي هي عدو الجميع، وحساباتها تتناقض مع مصالح الشيعة ومصالح السنة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: العربي زواق
المصدر : www.elkhabar.com