مباشرة من المطبخ ... من عادة سكان منطقتنا استقبال أولى الثلوج على جبالنا بهذا الطبق التراثي .... من أحب الأطباق إلى قلبي ... نسميه في البليدة : سعيد أوقسّول .... رمز من رموز ثقافتنا ، طبق تقليدي يحضر في العديد من مناطق الجزائر ، خاصة في فصل الشتاء لما تتساقط أولى الثلوج ..... للأسف القليل اليوم من يعرفه ، رغم أنه طبق أمازيغي أصيل ، ومنتشر عبر مختلف مناطق الوطن !!
يسميه البليديون باسم أمازيغي جميل جدا : "سعيد أو قسّول" ، إسمه الأصلي بأمازيغية الأطلس البليدي ثوركيمث ، أقسّول تعني بالامازيغية القدر الواسع ( البرمة ) ، نسبة للإناء الذي يصنع فيه ومنه كلمة "قسويلة" التي تعني وجبة خفيفة بالعامية ، يسميه سكّان منطقة أمشاش جنوب غرب شريعة ( عرش إث صالح ) تّريذ أو قسّول ، تّريذ تعني بالأمازيغية المحلية : العرس ..... و هي التسمية الأصلية التي اشتق منها اسم سعيد أوقسّول !!
لهذا الطبق الأمازيغي الأصيل عدة أسماء حسب المناطق :
بلهجات منطقة القبائل : أفطير أوقسّول ( بجاية و شمال سطيف ) ، ثاركما ( جنوب بومرداس و غرب تيزي وزو ) ، ثيركيمث ، ثيمغزرث ، ثيمڨزرث ، ثيشوفثين ... إلخ
بلهجة الظهرة : أورشيمث ، تريذ أمغظور ، تريذ وفشوش ... إلخ ( لاحظوا تشابه التسمية مع لهجة الأطلس البليدي )
بالشاوية : هيمقرطفث ، أورشيمث ، أسكّاف ... الخ
بالدارجة : قطع وارمي ( في العاصمة ) ، المقطعة ، بوفتيتة ، المڨزر ، عرس القدرة ( ترجمة حرفية للتسمية الأمازيغية ) ، فطير البرمة ، المقرطفة ، البربورة .... إلخ
الطبق عبارة عن قطع من العجين : سميد رقيق و ماء و ملح ، تعجن وتقسم كويرات مثل المعارك ، يحضّرون مرقا أحمرا حارّا بالشحم أو القديد ، تضاف إليه الخضر الموسمية ، التوابل ، وبعضهم يضيف العدس أو الفول الجاف أو الفويلة ، ثم يمسكون العجينة ، يفتحونها بالزيت أو السميد ، و يقطعونها قطعا قطعا و يرمونها داخل المرق ، أو يضعون ورقة عجين كاملة فوق القدر ويتركونها تتساقط شيئا فشيئا بفعل البخار ..... و يقومون بتحريك قطع العجين حتى لا تلتصق ، يتركونها تطبخ لمدة 10 أو 15 دقيقة ... ويقدمونها بالقصير وڨرن حار طبعا ....
من عادات أجدادنا أن يصنعوا هذا الطبق يوم تساقط الثلوج ، خاصة عند تساقط أولى الثلوج على جبالنا ، تفاؤلا بسنة مباركة وافرة الخيرات ، و يحضرونه كذلك في أيام البرد الشديد لأنه جد مغذّ و يؤكل ساخنا جدا وحارا ، فهو يساعد على مقاومة البرد ، ويصنعونه أيضا عند احتفالهم ب نّاير ( رأس السنة الأمازيغية ) ..... فهو إذن طبق له رمزية كبيرة !!
ثوركيمث تراث أمازيغي .... طبق أمازيغي جبايلي بامتياز .... لذيذ جدا ، بسيط ، صحيّ وكامل ، يجمع كل العائلة ويجمع كل مناطق جزائرنا الغالية حول هويتها الأمازيغية .... طبق يجب الحفاظ عليه وحمايته من النسيان !
اللهم لك الحمد والشكر على نعمك ، اللهم صيبا نافعا ، اللهم أغثنا يا مغيث .
صحا إمكلي نون ( صحا فطوركم )
تاريخ الإضافة : 19/01/2023
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
صاحب المقال : Atlas Blidéen الاطلس البليدي
المصدر : facebook.com/Atlasblideen