التجّار والمنتجون يتبادلون التهم والمواطن الضحيةيشهد سوق اللّحوم البيضاء التهابا غير مسبوق، وازداد هذه الأيام، حيث يتوقّع أن يصل سعر الكيلو الواحد من الدجاج إلى 380 دج خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما بلغ سعر الكيلو الواحد 330 دج، أياما قبيل حلول رأس السنة الأمازيغية « يناير» والمولد النبوي الشريف.وعن سبب هذا الارتفاع المستمر، ذكر بعض التجار أنّهم غير مسؤولين عن هذا الوضع، وأكّد عدد منهم في تصريح ل «الشعب»، أنّ تجارتهم تخضع لقواعد الموزعين والمنتجين، والذين حسب ما ورد عنهم «هم المتحكم الأول والأخير في السعر»، أما المستثمرون في قطاع الدواجن فربطوا السوق بتدني قيمة العملة الوطنية بأكثر من 9 بالمائة خلال الأشهر الخمسة الماضية، ناهيك عن التداعيات السلبية، من حيث ارتفاع فاتورة الواردات، وهي نتيجة لضعف الإنتاج المحلي من جهة أخرى، حيث تعرف أسعار السلع المستوردة خاصة من الصوجا والذرة ارتفاعا متواصلا بالسوق الدولية، فيما أوضح آخرون ينشطون بنفس بلدية بوفاطيس أنّ مزارع الدواجن تخضع كغيرها من الشعب الأخرى إلى العوامل الطبيعية، إضافة إلى نقص اليد العاملة، حيث تتّخذ مؤشراتها منحنى تصاعديا خلال فصل الصيف ولمدة شهرين، بسبب ارتفاع تكاليف التكييف وشتاءً جراء ارتفاع سعر الأعلاف وزيادة نسبة النفوق، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وانتشار الفيروسات والأمراض الوبائية.من جهتها، أكّد مصدر «الشعب» من الغرفة الفلاحية لولاية وهران، أنّ الدولة ستعمل جاهدة للحفاظ على القدرة الشرائية، خاصة من خلال تشجيع الإنتاج المحلي. وشدّد المتحدث على أهمية إعادة النظر في منظومة القطاع بمختلف شعب تربية الدواجن، خاصة ما تعلق منها بتنظيم السوق وإتحاد المربين، مشيرا إلى جملة من المعطيات استدل من خلالها على «تذبذب الأسعار» خصوصا في مواسم معينة، كما هو الشأن بالنسبة لاستحواذ ما عبّر عنهم ب «الوسطاء» و»المضارين» على السوق، موضحا أنّ القانون يسمح بضبط مخطط عمل لمعرفة الاحتياجات وغيرها من معطيات السوق الوطنية والعالمية، وهذا من خلال خلق تجمعات وتعاونيات من المربين. ويضاف إلى سجل انجازات عاصمة الغرب الجزائري خلال السنوات الأخيرة، تشجيع التكوين والاستثمار في المجال، ومازالت السبب الرئيس في مضاعفة الإنتاج إلى أكثر من 95 ألف قنطار سنوي.وطبقا لإحصائيات الغرفة دائما، فإنّ وهران تحصي أكثر من 250 فلاح منخرط في الشعبة و400 محل للتربية ينشط في إنتاج البيض واللحوم، وشعبة إعادة الإنتاج، مع العلم أنّ الغرفة بمعية مديرية التكوين المهني والتمهين تعمل على الرفع من عدد المختصين، حيث أكّدت نفس المصادر أنّ أكثر من 500 شابا فلاحا يتخرّج سنويا من مراكز وهران ومعهد عين تموشنت.ونشير في الختام إلى تحذيرات المربين، الذين كشفوا ل «الشعب» أنّ مختلف الأزمات مفتعلة، مؤكّدين أن شبكة الموزعين والوسطاء بين المربي وتجار التجزئة، يعملون وفق خطة محكمة على تقصي واقع السوق الوطنية، وحيث تكون الندرة، تسوّق المادة وبأسعار تحيّن وفق المناسبات والاحتياجات، مستغلين ما وصفوه بفوضى السوق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : براهمية مسعودة
المصدر : www.ech-chaab.net