الجزائر

سعداني "يصمت" عن فالس وقواعد الأفلان تتساءل



سعداني
استغرب مراقبون للشأن السياسي، الصمت المحير الذي التزم به الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني تجاه الهجمة الشرسة التي تعرض لها رئيس الجمهورية رئيس حزب الأفلان عبد العزيز بوتفليقة من طرف الفرنسيين، خصوصا الحملة الأخيرة التي كان وراءها بصفة مباشرة الوزير الأول للعاصمة باريس مانويل فالس. ففي الوقت الذي شن فيه أحمد أويحيى الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي هجوما حادا على الحكومة الفرنسية وتحديدا وزيرها الأول فالس بعدما نشر على حساب صفحته الرسمية لتويتر صورة الرئيس بوتفليقة رئيس حزب الأفلان وهو في وضع صحي سيء.وفي الوقت أيضا الذي تواصل فيه وسائل الإعلام الفرنسية توجيه سهامها السامة صوب مؤسسة الرئاسة بالجزائر ورموز الدولة الجزائرية، وعلى غير المعتاد ولا المألوف لم يعل صوت "البيلدوزر الأفلاني" الذي اعتاد الجزائريون سماعه وبصوت عالي يفوق جميع أصوات السياسيين من أهل الموالاة والمعارضة على حد السواء، في مثل حالات أقل بكثير من تعرض رئيس حزب سعداني لهجمة من الفرنسيين وبرعاية ومباركة حكومتهم التي تعمد رئيسها تسويد صورة الوضع الصحي لبوتفليقة، حتى وإن كان الرئيس وباعتراف الجميع بما في ذلك أويحيى نفسه بأنه مريض ولا أحد من الجزائريين ينكر ذلك.أويحيى الذي اتهمه سعداني بأنه ليس وفيا للرئيس أظهر وفاء لبوتفليقة لم يظهره سعداني أو هكذا على الأقل للعيان، بعدما قرر الأمين العام بالنيابة لثاني تشكيلة سياسية أن يستعمل الكلاشينكوف السياسي في معركة "الجزائر فرنسا" للرد على التصرف الذي صدر عن فالس، الأخير قال عنه وزير الدولة مدير ديوان الرئيس بأنه دنيء وزاد عن ذلك بكلمات أكثر تعبيرا عن سخط الجزائريين عموما وسخط التجمعيين خصوصا، وسط ذهول القاعدة الأفلانية العريضة التي لازالت لم تستوعب أو بالأحرى لم تفهم ماذا جرى لرئيس المجلس الشعبي الوطني السابق أمين عام أكبر تشكيلة سياسية بالبلاد حتى لا يشهر سلاحه السياسي الفتاك للدفاع عن رئيسه، خاصة أن رؤساء أحزاب الموالاة سواء عمار غول أو عمارة بن يونس سارعوا للرد على هجمة فالس وجماعته، بل الملاحظ أنه حتى زعيمة حزب العمال لويزة حنون لم تتوان عن التجند ضمن كتيبة المدافعيين عن الرئيس بوتفليقة واستقلالية القرار الجزائري بعيدا عن تأثيرات المستعمر السابق، إضافة إلى المواقف الصريحة المدينة لتصرف فالس من طرف الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنتدى رؤساء المؤسسات ومنظمات وجمعيات وطنية أخرى.ورغم أن خصوم سعداني يرجعون سبب العطب الذي أصاب محرك البيلدوزر الذي منعه عن الكلام راجع بالأساس إلى صعوبة وضعية الرجل الذي -حسبهم- يحوز على بطاقة إقامة بباريس تصعب من هامش حريته في الدفاع عن الرئيس ومن شأنها أن تكون عاملا أساسيا في صمته غير المقبول لدى غالبية الأفلانيين، إلا أن المتابعين للوضع الأفلاني والعارفين لما هو موجود داخل مخبر الجبهة يجزمون أن السبب الرئيسي يعود بالأساس إلى توتر علاقة سعداني مع أصحاب القرار في الفترة الأخيرة، مما جعله يفضل البقاء في بلد الإقامة إلى غاية هدوء العاصفة على محور الجزائر باريس والعودة لبلد المولد، وعند ذاك يكون اتخاذ موقف من الأزمة حسب المراقبين أسهل مما عليه الأمر الآن لأن نتائج المعادلة تكون قد اتضحت.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)