رفض المرشح المحتمل لتولي منصب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الردّ على الاتهامات التي تطاله من طرف أوساط داخل الحزب منذ بداية تداوله اسمه لخلافة عبد العزيز بلخادم، وقال إن كل ما يُتداول محاولة لتشويه صورته. وتحدّى خصومه بتقديم دليل واحد يُثبت تورّطه في قضية فساد، معتبرا أن «الأفلان» يتعرّض هو الآخر إلى حملة منظمة لإضعافه في إطار حسابات رئاسيات 2014.
جدّد الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني، عمار سعداني، نيته في تولي قيادة جبهة التحرير الوطني خلال المرحلة المقبلة، وهو ما بدا واضحا في حديثه أمس مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الذي ورد فيه أن «المسؤولية في جبهة التحرير لا تطلب، وإذا عرضت فلا ترفض»، وتابع بنوع من الثقة: «إذا كان هناك عدد كاف من أعضاء اللجنة المركزية يؤهل شخصا لهذا المنصب فلا يُمكنه أن يرفض، لأن الرفض يعني أنك لا تريد أن تقدم خدمة للحزب ولا تريد أن تُسهم في بنائه».
وأشار سعداني إلى أنه لم يطلب المنصب وإنما «أعضاء من اللجنة المركزية هم من يتداولون اسمي كمرشح لخلافة عبد العزيز بلخادم»، مشددا على القول بأن «اللجنة المركزية في حزب جبهة التحرير الوطني هي التي تقوم بترشيح من تراه مناسبا للأمانة العامة»، مثلما ساند المقاربة التي يطرحها فريق بلخادم بخصوص طريقة انتخاب الأمين العام المقبل «يجب أن يكون عبر الاقتراع وليس التزكية».
واستنكر القيادي في الحزب العتيد حملة الإساءة إلى شخصه من طرف بعض الأوساط داخل «الأفلان» بعد أن تحدّث عن الاتهامات التي أطلقتها وجوه في حركة «التأصيل والتقويم» وعلى رأسهم محمد الصغير قارة، وأفاد عمار سعداني بهذا الخصوص: «لا أردّ على الإشاعات.. أردّ إذا كانت هناك أدلة تثبت صحة ادعاءاتهم، حينها سأقوم بالرد عليهم.. لذلك كل ما يقال هو من باب الإشاعة»، وبرأيه: «الردّ على هذه الإشاعات هو دعم لها، وهم يريدونني أن أدخل في هذه المعمعة التي لا فائدة منها، من خلال الحديث عن شيء غير موجود أصلا».
وأردف المتحدّث بأن «الحديث عن الأشخاص بهذا النوع من الكلام ليس من أخلاق حزب جبهة التحرير الوطني»، قبل أن يُخاطب خصومه: «لو كانوا عقلاء لانتظروا انعقاد دورة اللجنة المركزية حينها يتحدثون مباشرة أمام قيادة الحزب لأنها هي من تتخذ القرار.. إنهم هم من يُغرّدون خارج السرب، أي خارج اللجنة المركزية، وبعيدا عن هذا الإطار كل حديث هو بمثابة فوضى وتشويش على الانتخابات، والفوضى ليست عملا نضاليا يشرف أي منتسب لأي حزب كان، فما بالك بحزب عريق مثل جبهة التحرير الوطنية؟».
وفيما يتعلّق بما ردّده أعضاء من الحركة التقويمية عن محاولة ما سمته ب «تيار المال الفاسد» التحكم في مفاصل الحزب، وكذا مساندته له من أجل الحفاظ على مصالحه بعد رحيل بلخادم، أوضح عمار سعداني: «أنا لست أمينا عاما حتى يطرح علي هذا السؤال، أنا لا أتحمل أي مسؤولية في تعيين أي شخص في أي منصب داخل الحزب، وأؤكد أن الذين يتحدثون عن هذا الأمر هم يتحدثون عن أشخاص هم أنظف منهم».
وعن مضمون وثيقة تتكون من عشر صفحات تحت عنوان: «هذا هو عمار سعداني»، التي يسرد فيها أصحابها جملة من الاتهامات الموجهة إليه تتعلق أساسا بالتورط في قضايا فساد وسوء استعمال السلطة، اعتبرها المرشح المحتمل لقيادة جبه التحرير الوطني بمثابة «عمل من أعمال الجبناء، هذه الوثيقة كتبها وسربها شخص منبوذ وديدنه خلق الأكاذيب وتلفيق التهم جزافا»، مواصلا بأن «هذه الوثيقة تم تسريبها حينما تم ترشيحي لرئاسة البرلمان، وأنا أقول إنه ليس كل ما يكتب صحيحا، اذهبوا إلى مسقط رأسي واسألوا من هو عمار سعداني».
كما وصف سعداني ما جاء في تلك الوثيقة بأنه «كلام فارغ»، وأن «الكلام الحقيقي هو أن هؤلاء يوجد في قلوبهم مرض، ودواؤهم الوحيد هو عدم الردّ على أراجيفهم». وقال مخاطبا من سرّب الوثيقة: «أنا أقول إن الدعاية تؤثر في نفسية الشخص الضعيف، وأنا أتحدى أي شخص منهم بشأن تقديم دليل واحد على تهمهم»، وخلص إلى أن «النزاع الحالي يؤثر على سُمعة الحزب، لكنه يشير إلى أن هذا النزاع مقصود، والهدف منه هو إضعاف الأفلان ي قبل الانتخابات الرئاسية».
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهير آيت سعادة
المصدر : www.elayem.com