من منا يا ترى لم يشعر بسعادة بالغة وهو يرى جحافل الداخلين _ الخارجين من مكتب السيد بن صالح، أولئك الذين يستشارون في مستقبل الجزائر، ويقدمون الوصفات الطبية لشفاء شقاء الجزائريين، وتتباهى كاميرات اليتيمة بإبراز آرائهم الحصيفة أمام المشاهدين اليتامى.من جهتي أنا في غاية السعادة، ففي نهاية الأمر اكتشفنا أن لنا عباقرة في السياسة، ترشح أفكار التغيير من جنباتهم كما يرشح عرقهم في القيظ، يستشارون في أمور خطيرة تخص مستقبل أربعين مليون جزائري فقط. ويستمع إليهم السيد بن صالح باهتمام كما يستمع للشاب مامي، ويرفع تقريرا بأفكارهم النيرة.. لمن؟ لفخامته. يا لعظمة هذه الأيام التاريخية التي يمر مجدها من ورائنا ولا نراه!؟
صحيح، هناك بعض الهفوات غير المهمة، كأن يستشار شخوص لا أفكار لهم أصلا، أو يستقدمون سيدة من بين مواعين بيتها لتقديم فتاوى في استراتيجية الدولة، أو حتى دعوة القائد العام للكشافة التي ينص ميثاقها الذي وضعه العلامة بادن باول وأقسموا يمينا عليه إن لا علاقة للكشافة بالسياسة، أو ربما أراد أن يقول لا علاقة للبراءة والطفولة بالجريمة السياسية... لكن كل ذلك مجرد عثرات غير مهمة في هذه المسيرة التاريخية العظيمة التي يجرجرنا فيها فخامته الى قمم المجد.
لكن ملاحظتي المتواضعة هنا هي أن هناك كفاءات وطنية مشهورة لم تستغل لجنة السيد بن صالح مواهبها السياسية رغم أن هذه الكفاءات تعتبر نجوم هذا العصر. وفي رأيي أن استشارة نجم مثل صديق الجزائريين لخضر بوخرص مفيدة، فالرجل أدار عمارة كاملة طيلة شهر رمضان بكفاءة وسياسة تليق بمستقبل الجزائر.. وما رأيكم في النجمة اللامعة بخته، والأخرى الأكثر لمعانا بيونة، فهما أيضا لا يقلان سياسة عن الويزة حنون.. ومن يعرف الجزائريين ويغار على مستقبلهم أفضل من النجم الذي لا ينطفئ حميد عاشوري. بل أن هناك رجال سياسة مشهورين في برلمان السيد بن صالح مثل الأستاذ عطا الله، لم تتم استشارتهم في مستقبل الجزائريين الذي يطبخ على نار هادئة.
على كل، من جهتي أنا مرتاح الى درجة الكسل، للعمل المضني الذي تقوم به لجنة السيد بن صالح. وأؤكد للقراء الأعزاء أنني ابتداء من اليوم سأنام سواء في بيتي أو في مقبرة العالية مطمئنا على مستقبل الجزائريين، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/05/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : عبد العزيز غرمول
المصدر : www.elkhabar.com