الجزائر

سر عرض الفيلم المسيء للاسلام في فترة انتخاب اوباما



سر عرض الفيلم المسيء للاسلام في فترة انتخاب اوباما
في أقل من أربعة وعشرين ساعة، سقط وتمزق العلم الأمريكي في العاصمة المصرية - القاهرة - وداسته بالأقدام الجماهير الثائرة والغاضبة، وفي ذات الوقت، قتل السفير الأمريكي وبعض الموظفين، واحترقت القنصلية على أيدي الجماهير الغاضبة في بنغازي ثاني المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس، وفي تونس حاولت هذه الجماهير القيام بذات الفعل لكن قنابل الغازالتي أطلقتها قوات الشرطة حالت دون الإقتحام، أما في المغرب فالتظاهر احتجاجاً وغضباً في محيط السفارة الأميركية لا يزال سيد الموقف، وقد يأتي مع الغد المزيد من هذه الفعاليات.
بداية، لا بد من التأكيد على أننا سنقع في مطب التفكير السطحي إذا ما سلمنا على أن السبب الوحيد وراء هذه الهبة يرتبط بحكاية فيلم سينمائي حمل إساءات لرسول الله عليه أطيب الصلاة والسلام، هذه ليست أول مرة تحدث فيها الإساءة والتطاول على الإسلام، والقرأن، والمساجد ومأذنها، وعلى النقاب والحجاب، فالأسباب إذا أعمق وأكثر، والتداخل الحاصل فيما بينها قد لا يساعد كثيراً كل الذين سيحاولون الوصول إلى تشخيص موضوعي في الوقت الذي لا تزال سخونة الضربة تفرض نفسها على كل ردود الأفعال الصادرة عن العاصمة واشنطن أولاً، ومروراً بباقي العواصم ذات العلاقة.
الأخبار الواردة من مختلف وسائل الإعلام منشغلة بكون السفير مات إختناقا جراء الحريق وليس بواسطة رصاص المهاجمين، وأنه قد تعرض للضرب المبرح كما يظهر من الصور التي نشرت له حتى اللحظة، لا بأس، فقد أدمنا واعتدنا على هذا النمط من التغطية المبرمجة المعد لها مسبقا، وعلى الأخص عند تناول مواقف وسياسات الإدارة الأمريكية، ولهذا السبب فلن نستغرب ذلك الحزن الظاهر على فضائية ' الجزيرة ' القطرية، وحالة الذهول التي خيمت على مقدمين نشرات الأخبار وهم يتلعثمون في قراءة المادة التي وضعت بين أيديهم على عجالة فرضت نفسها جراء هذا الخبر الخطير.
أما نحن جماهيرهذا الوطن العربي فلا يهمنا أبدا موضوع الرصاص أو النيران التي إشتعلت، فما يعنينا بالدرجة الأولى يكمن في ضرورة التأكيد على أن القاتل هي الولايات المتحدة ذاتها وإداراتها ومواقفها وسياساتها الإجرامية، والقاتل هو حلف الناتو الذي يقوم بتنفيذ خطط ومؤامرات أعضاءه وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وها قد جاء الوقت.
كلنا يعلم أن السفارات الأمريكية في غالبية الدول العربية ليست سوى قلاع محصنة بكل الوسائل وبكل ما هو حديث منها، وعليه، فلقد كان مجرد المرور من قربها يعامل كجريمة قد يقتل أويسجن فاعلها، وهذا ما كان يطغى ويسود في حقبة ما قبل الربيع العربي، ولنا أن نتخيل ماذا كان سيفعل نظام حسني مبارك وعصاباته وأجهزته لو كانوا اليوم موجودين؟! ولنا أن نتخيل أيضا ماذا كان سيفعل العقيد الراحل ونظامه بحق الغاضبين والمحتجين، وما هو العدد الذي كان سيقتل لو حاولت هذه الجماهير التفكير بالإقتراب من هذه القلاع في القاهرة وبنغازي وغيرها.
أما الآن فقد إختلفت الأوضاع، فالجماهير الغاضبة إقتربت، وتخطت الأسوار وإقتحمت الأوكار القابعة خلفها، وأسقطت رايات الإجرام، وحرقت وقتلت وسقط السفير كريس ستيفنيز وموظفيه ضحايا وقتلى وجرحي ومصابين، ولم يعد على أوباما وإداراته إلا أن يلملموا جرحاهم، ويدفنوا قتلاهم،ولا بأس في أن يجتمعوا فوق جثثهم لتدارك الموقف ومراجعة الأسباب التي أدت لوقوع هذه الكارثة التي حلت بهم.
نحن شعوب المنطقة العربية، أو الشرق الأوسط كما يحلو لكم تسميته يا سيادة الرئيس أوباما لا نحب القتل أبدا، ودين الإسلام نابع بالدرجة الأولى من السلام الذي نتمنى أن يعم كل أرجاء هذهالمعمورة، أما أنت والذي سبقك ومن سيأتي بعدك إنتهاء، فلستم سوى عشاق إجرام، وقتل ونهب وسلب لكل الشعوب الفقيرة والمضطهدة،وأنتم من نشر ووزع الإرهاب في كل العالم، وأنتم من صنع تنظيمات وحركات التطرف والتشدد ومولها وأمدها بكل الإحتياجات.
هذه حقيقتكم، أنتم مسؤولين عن كل هذه الكراهية وعن كل ما ينتج عنها من جرائم، وهذه هي أفعال وممارسات الرأسمالية الإمبريالية التي تحتمي تحت مظلتها، وهذه دماء أبرياء فلسطين المغتصبة والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان ستظل شاهدة إلى قيام الساعة على بطشكم وجبروتكم، فذوقوا اليوم طعم اللحم المشوي والمحروق وإشربوا من كأس الدم الذي أسقيتمونا إياه على مدى عقود.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)