الجزائر

سرطان الأمعاء والشرج الثاني في الجزائر بسبب الغذاء



سرطان الأمعاء والشرج الثاني في الجزائر بسبب الغذاء
حذرت السيدة صبرينة معراف المختصة في إحصاء مرضى السرطان، من تناول الخضر والفواكه قبل تنظيفها وتقشيرها جيدا، بعد أن مستها بعض المواد الكيماوية التي أضيف لها تسريع نموها وجعلها متوفرة في كل المواسم، مشيرة إلى أن المواد الكيماوية المضافة تعتبر من أهم أسباب الإصابة بالسرطان، فالفلاح وعن جهل منه، يقوم باستعمال بعض أنواع المبيدات لقتل الحشرات، غير أنه لا يعلم أن هذه المبيدات من أهم مسببات سرطان الجهاز الهضمي، مما يعني أن ما نأكله من خيرات الطبيعة أصبح اليوم يشكل خطرا على حياتنا الصحية.من المواد الغذائية الأخرى التي يتناولها المواطن بكثرة ولا يعي خطورتها على صحته، تلك المعلبة التي تحوي على نسب عالية من المواد الحافظة، بما في ذلك الأغلفة غير الصحية التي تحوي على مواد مسرطنة، فضلا عن مادة «بيستينول» التي تدخل في تركيبة المواد البلاستيكية، والتي تسبب هي الأخرى أمراضا سرطانية، هي موجودة أيضا في مطابخنا وأدواتنا المنزلية. وتضيف المختصة أن المواطن بتناوله مختلف الأغذية التي تتوفر لديه لا يعني أنه لا يعرف ما يأكل، ولكن ظروف الحياة هي التي حالت دون اختيار ما يتناوله يوميا، بالتالي فسلوكه مبّرر ونمط الحياة الذي تغير جعله يستهلك مواد غير صحية تقوده لا محالة على المدى القصير أو البعيد إلى الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.وعددت المختصة في الإحصاء، جملة من الأمراض السرطانية التي أضحت تحتل المراتب الأولى في الجزائر، ومصدرها ما نتناوله من أغذية مسرطنة، ومنها سرطان الأمعاء الغليظة والشرج الذي يعتبر ثاني الأمراض عند النساء بعد سرطان الثدي، والثاني بعد سرطان الرئة عند الرجال.وبلغة الأرقام، نجد عند الرجال 23 حالة لكل 100 ألف رجل، ونسبة 21 حالة لكل 100 ألف امرأة، مصابين بسرطان الأمعاء الغليظة والشرج، وهو آخر إحصاء لسنة 2014. وفي هذا الصدد، أشارت المختصة إلى أن الأمراض السرطانية التي ترجع إلى النمط الغذائي في المجتمع الجزائري بالمقارنة مع الدول الأوربية، وتبعا للأرقام التي تكشف عنها المنظمة العالمية للصحة، كلها تفيد بأننا في مستوى عاد، مضيفة أن هذه النسبة مرتفعة بالنسبة للمختصين الجزائريين، ولكن بالمقارنة مع باقي الدول فإن المعدل لا يدعو للقلق.أهم نصيحة قدمتها المختصة للحفاظ على الصحة؛ تناول كل ما هو خضر وفواكه بعد غسلها جيدا وتقشيرها، مشيرة إلى أن الوصول إلى غذاء صحي أصبح صعبا في ضل كل الإضافات والمواد الكيماوية التي باتت تشكل جزءا لا يتجزأ من طعامنا اليومي.جمال الدين عولمان خبير في التغذية الصحية: يجب تصحيح نظامنا الغذائيأرجع جمال الدين عولمان، الخبير في التغذية الصحية بالمعهد الوطني للصحة العمومية، جلّ الأمراض المزمنة المتفشية في مجتمعنا إلى النمط الغذائي السيئ، وأوضح أنه «فيما مضى كان لدينا ما يسمى بالأمراض المعدية، واليوم نعاني من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي التي ترجع في الأساس إلى ما نتناوله يوميا من غذاء غير صحي، مشيرا «إلى أن الأغذية في مجتمعنا اتخذت منحنى آخر، فبعدما كانت نسبة كبيرة من المواطنين تعتمد على ما يتم طهيه في المنزل، يحدث اليوم العكس، وذلك راجع إلى نمط الحياة المتسارع الذي يتعذر فيه على الفرد الجلوس رفقة أفراد أسرته إلى مائدة واحدة، بسبب العمل وضيق الوقت وكثرة الانشغالات اليومية، بالتالي الحل لمواجهة الجوع هو البحث عن أقرب محل لبيع الأكل السريع، والنتيجة أصبح غذاء معظم أفراد المجتمع يعتمد على نفس الطعام الذي يحوي على نسبة عالية من الملح والسكر المرفق بالمشروبات المحلاة. من جهة أخرى، تأسف المختص عن تغيّر العادات الغذائية وأشار إلى أن «فيما مضى كنا نلجأ إلى شراء الأكلات السريعة اضطراريا، أي عندما لا نجد من حل لسد الجوع، لكن اليوم يحدث العكس، حيث أصبحنا نعتمد اعتمادا كليا في غذائنا على ما تحضّره محلات الأكل السريع، وقلما نعتمد على ما يطبخ في المنازل. والكارثة الكبرى أنّ هذه العادة لم تعد محصورة في البالغين وإنما مست الأطفال وفي سن مبكرة، والنتيجة فسح المجال واسعا لأمراض مزمنة ترافق المريض طيلة حياته. نمط غذائنا السيئ جعل أفراد المجتمع يصابون في سن صغيرة بأمراض مزمنة، يقول محدثنا، ويؤكد «أنه بإمكاننا تغيير هذه العادات الغذائية السيئة، لكن لابد من وجود إرادة قوية، مشيرا إلى أن كثرة محلات الأكل السريع والإشهارات الغذائية التي تروّج بعض المأكولات غير الصحية، جعلت تغيير عادتنا الغذائية أمرا صعبا، لأن محيطنا لا يسمح بذلك، من أجل هذا يقول بأن «مجتمعنا بحاجة إلى قرارات سياسية جادة تضع في المقام الأول صحة المواطن ضمن الأولويات، بتسطير برنامج يضع حدا لكل ما من شأنه أن يعرض صحة المواطنين للخطر».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)