يجمع كل الرياضيين الذين عرفوا عبد الرزاق رحماني، على شخصيته القوية ومواقفه الصريحة، من خلال ما عايشه طيلة سنوات في مجال كرة القدم، سواء كلاعب سابق في وفاق سطيف أو كمدرب في مختلف الأندية في الوقت الحاضر.
عبد الرزاق رحماني من مواليد 1960 بمدينة سطيف، جمع بين الدراسة وممارسة كرة القدم، حيث تحصل على شهادة عليا في تكنولوجيا الرياضة. ''رزوق''، مثلما اشتهر بهذه التسمية، كان لاعبا مهاريا، يجيد المراوغة على طريقة علي بن شيخ، لاعبه المفضل، وتخرج من مدرسة اتحاد سطيف العتيدة، على غرار لاعبين كثر صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية أمثال بوروبة وكرمالي ومخلوفي ولعريبي وغيرهم. التقته ''الخبر'' بمدينة مسقط رأسه، وأبى إلا أن يفتح قلبه لقرائها، حيث استهل حديثه ببداية مشواره قائلا ''بدايتي كجل لاعبي المنطقة كانت في فريق ''الزاوالية''والمجاهدين اتحاد سطيف، وذلك العام 1970 مع الفئات الصغرى إلى غاية 1982، تاريخ التحاقي بالوفاق، بعد إلحاح كبير من الشيخ كرمالي ولعريبي رحمه الله، إضافة إلى شقيقي محمد رحماني الحارس الدولي السابق''، مضيفا في حديثه عن اتحاد سطيف ''الوفاق الذي صنع ملحمة كأس أندية إفريقيا البطلة العام 1988 كان كل لاعبيه من أبناء الاتحاد عدا مليك زرقان وعبد الحكيم سرار''. وعن سرّ ذلك، رد رحماني: ''فريق الاتحاد آنذاك لا يميّز بين فلان وابن فلان، على عكس ما هو حاصل في أغلب الفرق الجزائرية اليوم، ومن ثمّ، فإن الفرص كانت متاحة أمام المواهب الحقيقية''.
مشاكله مع الوفاق بدأت العام 1990 عندما رمى شارة القائد
بداية مشاكلي كانت في وهران عندما رميت شارة القائد، وسرار كان وراء إقصائي لمدة عامين. وبمرارة تذكر محدثنا سنة 1990 ولقاء ''الحمراوة ''بوهران الذي كان بمثابة نقطة تحول لمنحى مساره الرياضي، بعدما عوقب لمدة عامين كاملين ظلما وبهتانا، ''يومها تمكن سرار من الانتقام مني بطريقة مخادعة، بتواطؤ مع المذيع مرزوفي ومحافظ اللقاء''. وبإلحاح منا للاستفسار أكثر عن حيثيات القضية، لم يتوان محدثنا في سرد القصة قائلا: ''كنت قائد الفريق وكان حمودي تريباش يلعب في منصب قلب الدفاع بامتياز منذ بداية البطولة بسبب غياب سرار الذي كان خارج الوطن من أجل الاحتراف، لكن ما حدث في وهران داخل غرف الملابس أثار حفيظتي على المدرب شنيتي الذي أقحم سرار مكان تريباش، ما جعلني أثور في وجه المدرب راميا شارة القائد عليه''.
أما عن علاقة سرار بذلك، واصل رحماني كلامه ''خلال مجريات اللقاء الذي كان منقولا على المباشر، احتسب الحكم هدفا ضدنا من وضعية تسلل واضحة، فأسرعت نحو حكم التماس للاحتجاج، ومن سوء حظي أنني سقطت بسبب الأرضية المبللة، فأسقطت في طريقي حكم التماس دون أن أتعمد ذلك''، مضيفا ''فاستغلها المذيع مرزوفي لتضخيمها رفقة محافظ اللقاء بتأكيد من سرار، حين قال على المباشر ''ما ارتكبه رحماني كان بسبب توتر أعصابه قبل بداية اللقاء''، ليتوصل سرار بمكره إلى الانتقام من جهة، وفي آن واحد الظهور في ثوب الرياضي النزيه''.
كان أول جزائري لعب في البطولة القطرية
''كنت أول جزائري لعب في البطولة القطرية في نادي الريان ونلت معه كأس الاستقلال، وكنت صاحب الفضل في ضربة الجزاء التي سجل إثرها الهدف الوحيد أمام نادي الوكرة''، على حد قول رحماني الذي أوضح أن لقاء إياب الكأس الأفرو آسيوية أمام السد القطري أسال لعاب كل زملائي للحصول على صفقة في إحدى الفرق القطرية ''لأجل المال طبعا''، ''لكن شاء القدر أنني كنت الوحيد المطلوب بعدما ألح علي رئيس نادي الريان بعدم مغادرة قطر، والبقاء هناك، لكنني اعتذرت وأبلغته أنني على موعد مع نهائي كأس الجزائر أمام شباب باتنة، لأتنقل بعدها إلى قطر وشاركت في بطولتها لمدة موسم واحد''.
امتنع عن مصافحة عمر كزال، رحمه الله، بسبب عدم وفائه بوعده
بعد العقوبة المسلطة عليه، اقتصر نشاط رحماني على مشاركته في المقابلات القارية والإقليمية فقط، وبمناسبة مواجهة فريق ''سان لو السينغالي'' بسطيف وحضور الوفد الجزائري الرسمي برئاسة رئيس الاتحادية آنذاك عمر كزال، ''ترجاه زملائي إعادة النظر في عقوبتي أو التخفيف منها على الأقل، فوعدهم بتلبية هذا المطلب، أمام الجميع، في حال الفوز بخمسة أهداف كاملة''. وتشاء الأقدار، حسب محدثنا، أن يفوز الوفاق بسبعة أهداف، لكن كزال لم يف بوعده. ''وعندما قدم كزال إلى نزل الرمال الذهبية بزرالدة لتوديعنا قبيل تنقلنا إلى أحد البلدان الإفريقية، رفضت مصافحته وقلت له أنا لا أصافح الذين يخلفون الوعود''.
المنتخب الوطني كان ملغّما ولا يحتكم إلى سلم القيم
أما بخصوص المنتخب الوطني، فقد أوضح بأنه كان في كل مرة يتم استدعاؤه، ويشارك في جل المباريات التحضيرية، إلى درجة الثناء على نفسه، ''لكن عندما تحل ساعات الحسم للمشاركة في اللقاءات الرسمية، يتم استبعادي ويحل محلي لاعبون آخرون'' على حد قول رزوق الذي استدل بأدائه الجيد أمام المنتخب الإيطالي بميدانه أمام ألمع نجوم العالم آنذاك أمثال دونادوني، باجيو، برفومي، باريزي وآخرين، ''لكن في اللقاءات الرسمية يتم وضعي على كرسي الاحتياط ولم تعط لي الفرصة لتأكيد أحقيتي لأكون ضمن التشكيلة الأساسية''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سالم بقاق
المصدر : www.elkhabar.com