الجزائر

ستقلالنا والجزء المليء من الكأس الجدير بالذكر



ستقلالنا والجزء المليء من الكأس                                    الجدير بالذكر
جزائري الغالية... يحدث أحيانا وأن أكون قاسيا على نفسي وعلى من أحب.. ويحدث أن يكون نقدي لك ولذاتي مبالغا فيه.. لكن الأمر الذي يجب أن تتأكدي منه أيتها الحبيبة أن حبك غير قابل للنقاش أو المساومة، وأن هيامي بك لا يضاهيه هيام أو يعادله غرام... من حسن حظي ربما أن عشت السنوات الأولى من عمري في ظل الاحتلال الفرنسي البشع وشاهدت مدى المعاناة التي يعيشها شعبنا ومررت أنا وعائلتي بظروف صعبة وبأزمات ومتاعب ما كنت لأعيشها أو أمرّ بها لو كنت أحيا في وطن آخر غيرك أيتها المحبوبة الرائعة... عرفت بشاعة التفتيش وفظاعة العساكر الفرنسي حين كانوا يداهمون بيتنا بحثا عن والدي أو خالي أو عن أمور أخرى لم أكن أدركها وقتها تم علمت أنهم يحثون عن الأسلحة والوثائق... شاهدت سوء معاملة العسكر لوالدتي التي كانت تحاول صدهم عن دخول الغرفة التي ينام فيها أخي الأصغر حتى لا يوقظونه... مازالت ذاكرتي المتبعة تختزن الكثير الكثير من صور هذه البشاعة... وعندما أقول من حسن حظي أن عشتها فهذا لأني عندما أقارن بين تلك الفترة المظلمة وفترة الاستقلال أقارن عن وعي وإدراك.. يكفي فقط لأنهض صباحا وأنا على يقين من أنني جزائري لم أفقد هويتي ولم أذب في هوية الغير.. يكفي لأن أرى أن التعليم مجاني ومعمم بل وإجباري يستفيد منه الغني والفقير وكل نقائصه يمكن أن نتجاوزها إن آجلا أو عاجلا... يكفي أن ألمس مجانية العلاج وآلاف بل مئات الألاف من الأطباء الجزائريين هم من يسهر على تطبيب مرضانا رغم النقائص التي سنتجاوزها بإذن الله... يكفي يكفي يكفي... الجزء المليء من الكأس خير من الجزء الفارغ... فسامحيني يا جزائر وكل يوم وأنت حبيبي... سليمان جوادي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)