'' سبعة آلاف مليار والطلبة جائعون''

نظم، أمس، المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي وقفات احتجاجية في 42 مؤسسة جامعية متوزعة عبر الوطن، تضامنا مع الطلبة الذين راحوا ضحية الانفجار الذي وقع الجمعة الماضية داخل مطعم الإقامة الجامعية بختي عبد المجيد بتلمسان، وانتهى بمقتل ثمانية طلبة.
وحسب عبد المالك رحماني، أمين عام المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي ''كناس''، الذي أدلى بتصريح ل''الخبر'' أمس، فإن النداء الذي وجهته النقابة في أعقاب كارثة انفجار تلمسان لقي استجابة كبيرة من جميع الأساتذة، حيث عمد هؤلاء، عبر السواد الأعظم من الجامعات، إلى تنظيم وقفات احتجاجية قبالة العمادات، تراوحت مدتها بين نصف ساعة وساعة كاملة، مضيفا بأن ''المجلس تراجع عن فكرة شل كل الأنشطة البيداغوجية مثلما تقرر في بداية الأمر، تفاديا لعرقلة سير الامتحانات المبرمجة في العديد من المعاهد والكليات، وذلك حتى لا نزيد الوضع تعقيدا أكثر ممّا هو عليه في الوقت الراهن''.
وأضاف ذات المتحدث بأن هذا الإجراء الاحتجاجي لا يهدف إلى التضامن مع الطلبة فقط، بل هو رسالة قوية إلى السلطات العمومية من أجل حملها على اتخاذ إجراءات استعجالية صارمة تنتهي بفتح ملف الخدمات الجامعية بصفة موضوعية وشجاعة، مضيفا بأن الدولة ترصد، بصفة سنوية، ما قيمته سبعة آلاف مليار سنتيم كغلاف مالي للخدمات الجامعية، دون أن ينعكس ذلك إيجابا على الطلبة، ذلك أن هناك وسطاء من أصحاب ''الشكارة'' و''البزناسية'' وقُطاع الطرق يقفون حائلا بين الطلبة والإدارة، ويمنعون وصول هذه الأموال الضخمة إلى أصحابها، رغم أن هذه الميزانية تكفي لسد حاجيات شعوب، وليس طلبة جامعات''.
وبلغة صريحة أكد رحماني بأن ''الإدارة يجب أن تكون في خدمة الطالب، وليس في خدمة أصحاب الشكارة، الذين تمكنوا من فرض شبكات في كل الإقامات والأحياء الجامعية''، مستدلا على ذلك بعدد المسؤولين الموجودين في الحبس، وعدد القضايا التي تخص الرشوة والفساد المالي الموجودة على مستوى المحاكم والهيئات القضائية، والتي لا تُعد سوى عينة صغيرة من حقيقة ما يحدث في الواقع، مؤكدا بأن نقابته لن تكتفي بالوقفات الاحتجاجية التي نظمتها أمس، بل ستدرس بدائل أخرى خلال أشغال اجتماع المجلس الوطني المقرر يوم 7 جوان القادم، باعتبار أن خطاب ''الكناس'' سيتغير مستقبلا باتجاه فرض شراكة حقيقية مع الجهات الوصية.