صورة من الأرشيف
السيل الجنوبي يقوض الطموح الجزائري
عبر ساسة محليون في منطقة ساردينيا الايطالية عن رفضهم لمرور أنبوب الغاز الجزائري الرابط مباشرة بين القالة ومنطقة كالياري على مسافة 310 كم تحت البحر، معللين رفضهم بالانعكاسات الخطيرة للمشروع الذي يعتبرونه مدمرا للنظام البيئي في المنطقة، مشددين على ضرورة تغيير المسار الأولي للمشروع على الأقل، في الوقت الذي يتحدث فيه الخبراء على النجاح الذي حققته الضغوط الروسية في المنطقة.
وكشف أمس البروفسور عبد الرحمان مبتول الذي حضر مؤخرا ندوة دولية بمالطا لمناقشة القضايا الاقتصادية والطاقوية في المنطقة الأورومتوسطية، أن مجموعات ضغط روسية من قطاع الصناعة الغازية نجحت في ممارسة ضغوط على سلطات منطقة سردينيا الايطالية التي يعبر ترابها أنبوب الغاز الجزائري الايطالي غالسي، مضيفا أن اللوبيات الروسية نجحت في إقناع السلطات المحلية في المنطقة بمعارضتها لمرور أنبوب الغاز الجزائري ما يهدد بإسقاط المشروع برمته بحسب التصريحات التي أطلقها رئيس بلدية سردينيا لقناة فرنس3 كورسيكا مؤخرا.
وقال المتحدث ل"الشروق" إن مجموعة غاز بروم الروسية تعمل على لعب إستراتيجية هجوم قوية للسيطرة على الأسواق الطاقوية في القارة الأوروبية عبر خطوط السيل الشمالي والسيل الجنوبي، من خلال بناء علاقات إستراتيجية مع مجموعات طاقوية أوروبية عملاقة ومنها غاز فرنسا سويز والمجموعات الألمانية باسف وايون والهولندية غاز ايني، وفي نهاية مشروع السيل الجنوبي، فإن كميات الغاز التي تصل إلى أوروبا ستكون كافية لإنتاج طاقة معادلة لإنتاج 11 محطة للطاقة النووية.
وتتوفر روسيا حاليا على ثلث احتياطات العالم من الغاز التقليدي فضلا عن توفرها على التقنية والتكنولوجيا الضرورية لاستغلاله على العكس من الجزائر التي أصبحت تستورد خدمات سنوية في حدود 11 إلى 12 مليار دولار، في حين لا تمثل احتياطات الجزائر سوى 2.5 بالمائة من الاحتياطات العالمية من المادة حسب إحصاءات تعود لسنة 2008 بالنظر إلى تواضع احتياطات الاكتشافات المسجلة بين 2009 و2011 من طرف سوناطراك وشركائها، في الوقت الذي شرعت فيه اللوبيات الروسية ممارسة ضغوط على ايطاليا لحملها على التخلي عن مشروع غالسي لنقل الغاز الجزائري مباشرة نحو أراضيها عبر جزيرة سردينا.
وتبلغ تكلفة إنجاز مشروع غالسي 3 ملايير أورو، ويربط الجزائر مباشرة بايطاليا عبر سردينيا، وكان يتوقع دخوله الخدمة سنة 2014، إلا أن الضغوط المختلفة التي اعترضته أجلت انطلاقه، قبل أن يخرج الساسة في سردينيا عن إمكانية إلغائه نهائيا، ويربط المشروع حاسي رمل بالقالة ثم القالة كالياري بمنطقة سردينيا تحت البحر على مسافة 310 كم، وبطاقة سنوية في حدود 8 ملايير م3 .
ويعتبر مشروع غالسي المنافس الرئيسي لمشروع السيل الجنوبي الذي ينقل كميات هائلة من الغاز الروسي نحو السوق الأوروبية التي أصبحت مسرحا للمنافسة الشرسة بين الغاز الروسي والجزائري والقطري القادم بقوة، والغاز الليبي القريب جدا من السوق الايطالية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/01/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : عبد الوهاب بوكروح
المصدر : www.horizons-dz.com