إن تفكك الدولة الموحدية سوف يخلف ثلاث وحدات سياسية، وهي الدولة الحفصية بالمغرب الأدنى، والدولة الزيانية بالمغرب الأوسط، والدولة والمرينية بالمغرب الأقصى. ولم تكتف أي دولة بالمناطق التي تأسست عليها، بل حاولت ضم بقية التركة الموحدية، إما بادعاء أنها تمثل استمرارية للدولة الموحدية أي الشرعية الموحدية، كما هو الشأن بالنسبة للدولة الحفصية، أو رغبة في التسلط والزعامة على الملك، وعرش زناتة كما هو الحال بالنسبة للدولتين والمرينية والزيانية.
وكانت الدولة الزيانية أكثر تأثرا بالصراع بين القوى المغاربية، وأكثر عرضة له بسبب موقعها الجغرافي الوسطي بين الدولتين الحفصية والمرينية، وبالتالي تعرضت إلى ضغط مستمر من هاتين الدولتين
منفصلا أحيانا، ومتحدا أحيانا أخرى، وظلت حدودها تبعا لذلك تعرف مدا وجزرا.
وعلى الرغم من أن الصراع لم يغير الخريطة الجيو-سياسية للمنطقة جذريا، ولم تتمكن أية دولة من بسط سلطتها المطلقة والدائمة على بقية الدولتين بسبب توازن القوى، إلا أن هذا الصراع، خلّف حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني بالمنطقة، وأهدر طاقات كبيرة كان من الأجدر استغلالها في مواجهة العدو النصراني الذي كان يتربص بالمنطقة الدوائر، ويقتطع مناطق الأندلس الواحدة تلو الأخرى. والأخطر من ذلك انشغال دول وشعوب المنطقة عن مواجهة التحديات الحقيقية القادمة من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : Dr. Boudaoud Abid /د. بوداود عبيد أستاذ محاضر بقسم العلوم الإنسانية جامعة معسكر
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال " تظاهرة تلمسان 2011 عاصمة الثقافة الإسلامية "