الجزائر

زيكو.. أيقونة الكرة الإيطالية



الجوهرة البرازيلية البيضاء
عرف البرازيلي زيكو، بأنه نجم خط الوسط البرازيلي ومهندسه، خبير الضربات الحرة ومنفذها الأفضل، وكان أول لاعب غير ملون يبرز في صفوف المنتخب الذهبي، حتى صار قائده ونجمه الأول.
أرثو انطونيس كومبرا الملقب بزيكو، من مواليد 3 مارس 1953، في أحد شوارع الطبقة العاملة، في كوينتينيو، ضواحي ريو دي جانيرو، والداه من المهاجرين، أبوه برتغالي وأمه إيطالية.
اكتشف الكرة وبدأ ممارستها كالأطفال الأوروبيين، حيث لعب منذ البداية على ملاعب حقيقية، وداخل قاعات مغطاة، وفيها تعلم المبادئ الأولى لفنيات الكرة حيث يتطلب اللعب فيها امتلاك مهارات عالية وتحكم كبير.
في الثامنة من عمره بدأ زيكو مشواره الكروي في فلامينغو، نزولا عند رغبة والده الذي كان لاعبا ومشجعا ل "الغافيا"، وهو اللقب الذي يطلق على فلامينغو في عام واحد وسبعين.
إلى أن وصل في السابعة عشرة إلى الفريق الأول وأحرز معه بعد ذلك العديد من الألقاب المحلية أبرزها أربع بطولات دوري ومن بعدها لقب بطولة أندية أميركا الجنوبية إلى أن وصل بسحره مع فلامينغو إلى كأس العالم للأندية وقاده للقب على حساب ليفربول الإنجليزي في العام واحد وثمانين ورفع في تلك المباراة كأس أفضل لاعب في البطولة.
شارك زيكو في كأس العالم 1978 وقد عانى في تلك البطولة من الإصابات ومن مدرب منتخب البرازيل آنذاك كلوديو كوتينهو الذي حد من الطرق الهجومية وبدء في استخدام الطرق الدفاعية، مما حد من خطورة انطلاقات ومهارة زيكو.
ثم لمع زيكو ضمن المنتخب البرازيلي بقيادة المدرب تيلي سانتانا، الذي أعاد للتشكيلة تناسقها وبريقها، عكستها النتائج الجيدة التي حققها في الجولة الأوروبية للمنتخب في ربيع عام 1981، ففاز على إنجلترا وألمانيا ثم فرنسا، وتمكن زيكو في هذه المباراة من تسجيل هدفه ال500.
وفي العام إثنين وثمانين شكل زيكو الضلع الرئيسي في تشكيلة المدرب الراحل تيلي سانتانا في مونديال إسبانيا وعرف المنتخب الكاناري وقتذاك بالمنتخب الأفضل من الناحية الفنية في تاريخ البرازيل.
وفي المباراة الثانية من الدور الثاني التي كانت الأفضل في تاريخ كأس العالم، جمعت البرازيل وإيطاليا، وبرغم أن كل التكهنات كانت تصب في مصلحة رجال سانتانا، إلا أن هداف ايطاليا باولو روسي قلب كل الموازين وسجل ثلاثية قاتلة، مقابل هدفين، وأنهى مشوار أفضل منتخب في المونديال، وأقوى المرشحين للفوز باللقب العالمي الذي خطفه الإيطاليون على حساب الألمان.
وبعد المونديال، نجح مدير نادي أودنيزي الإيطالي، في إقناع زيكو بالانضمام إلى فريقه الذي كان يعتبر ظاهرة الدوري الإيطالي تلك السنة، حيث كان يحتل المركز الثالث، ولعب معه 79 مباراة سجل فيها ستين هدفا، لكنه تعرض لاصابة خطيرة جعلته يقرر العودة إلى البرازيل، وبطريقة غير قانونية دون أن ينهي عقده مع ناديه الإيطالي، وعاد إلى بيته الأول نادي فلامينغو، قبل أن يحزم حقائبه إلى اليابان في العام واحد وتسعين للعب مع نادي كاشيما انتلرز الياباني، حيث شارك معه 88 مباراة مسجلا 54 هدفا، واعتزل كرة القدم في عام 1994. وقد بلغ مجموع ما سجله من أهداف في مجمل مسيرته الكروية 831 هدفا وهو بذلك يكون ثالث هداف في تاريخ البرازيل بعد الأسطورة والملك بيلي والعملاق الصغير روماريو.
في نهاية مشواره، جدد زيكو العهد مع المنتخب في مونديال المكسيك 1986، ولم يلعب إلا قليلا، قبل أن يعود إلى فلامينغو للاهتمام بالفئات الصغرى، لعله يظفر بالعصفور النادر الذي يمكنه خلافة بيلي.
لقب بأكثر من لقب في بلاد الساحرة المستديرة، وفي ناد عرف كأعرق الأندية العالمية على مدى تاريخ كرة القدم، وسمي ب "الموهوب" و«العبقري" و«صانع ألعاب لا مثيل له"، إلا أنه رسا عليه لقب "بيلي الأبيض" في الكثير من الأوقات، وأحب الشعب البرازيلي أن يطلق عليه هذا اللقب، لكنه لم يكن يحبه على الإطلاق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)