اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني المنتهية ولايته، «عبد العزيز زياري»، الفوز الكاسح الذي حققته «الأفلان» في التشريعيات الأخيرة بمثابة «أمر طبيعي»، وبحسب القراءة التي قدّمها فإن «الجزائريون أدركوا بأن التيار الوطني هو الأكثر تعبيرا عن انشغالاتهم»، فيما يرى في رد فعل «الإسلاميين» الذين يتهمون الإدارة بالتزوير بأنه «مجرّد تبرير للإخفاق الذي لحقهم».
أظهر رئيس المجلس الشعبي الوطني المنتهية عهدته، «عبد العزيز زياري»، ليونة أكثر في خطابه تجاه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على إثر الفوز الذي حقّقه «الأفلان» في الانتخابات التشريعية، وكانت تصريحاته لإحدى القنوات الفضائية الخاصة مساء الجمعة بمثابة «مغازلة» خصوصا وأن الكثير من المصادر الإعلامية سرّبت وثيقة عشية الاقتراع منسوبة إليه يدعو فيها إلى الإسراع في عقد دورة اللجنة المركزية للإطاحة ب «بلخادم».
ونفى «زياري» الذي أُستبعد من الترشح لعهدة جديدة على رأس قائمة العاصمة، أن يكون قد أصدر بيانا يطالب فيه برحيل الأمين العام، وقال بهذا الخصوص: «أنا لم أطالب برحيل أي شخص وإنما هناك تحرّكات من أعضاء اللجنة المركزية لعقد دورة طارئة وهذا من حقهم لأن الأمين العام والمكتب السياسي مسؤولون أمام أعلى هيئة بين مؤتمرين»، ومن وجهة نظره فإن ما يعيشه الحزب من صراعات «دليل على الديمقراطية».
وأضاف «عبد العزيز زياري» الذي لا يزال عضوا في المكتب السياسي وهو مرشح لأن يكون خارج حسابات الأمين العام في الفترة المقبلة، أن الظروف التي سبقت الانتخابات التشريعية والوضع العام الذي كان يعيشه الحزب «كان يستدعي فعلا انعقاد دورة اللجنة المركزية من أجل تقديم الحصيلة حتى تكون موضوع مناقشة، إضافة إلى تحضير قوائم المترشحين حتى نفصل فيها بالإجماع..».
وأبدى المتحدّث تحفظا بشأن الخلافات التي تجمعه مع الأمين العام للحزب العتيد، موضحا أن القضايا النظامية الحزبية تناقش فقط داخل الهيئات «وليس على شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام»، ونفى كذلك أن يكون لمثل هذه النقاشات تأثير على مكانة جبهة التحرير الوطني في الأوساط الشعبية «بل على العكس فإن الهدف من مثل هذه النقاشات هو تعزيز قوة الحزب لأننا حريصون على عدم خروجه عن الخط السياسي الحقيقي الذي ليس الضرورة خط الأمين العام ومكتبه السياسي».
كما فنّد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن يكون موقفه الأخير من «عبد العزيز بلخادم» ذو علاقة باستبعاده شخصيا من السباق الانتخابي لأن «الذي حصل أن الأعضاء القياديين من حقهم الترشح كما من حقهم أيضا المطالبة بالترشح ومعرفة أسباب عدم ترشيحهم»، وفي هذا الكلام تعبير واضح منه عن تذمره من عدم تجديد الثقة فيه للترشح، لافتا إلى أن مثل هذه الأمور سيتم فتحها للنقاش خلال الاجتماع المقبل للجنة المركزية.
وبالعودة إلى تعليقه على نتائج التشريعيات التي أبقت على «الأفلان» في الريادة وبأغلبية مريحة من المقاعد، لم يتفاجأ «عبد العزيز زياري» من ذلك بقدر ما لم يستغرب الهجوم الذي تعرّض له الحزب من طرف المنتسبين إلى التيار الإسلامي الذين قال بشأنهم «من الطبيعي أن يتكلم هؤلاء عن التزوير وفي اعتقادي فإن القضية لا يجب أن تُطرح بهذا الشكل»، ثم أضاف موضحا أن «الشعب عبّر بكل وضوح عن قناعته بأن التيار الوطني هو الذي يُعبّر حقيقة عن انشغالاته وفي يده مفاتيح المستقبل».
ثم خاطب المشكّكين في نجاح الحزب العتيد بالقول: «الأفلان ليس حزب اليوم وإنما له أكثر من 50 سنة من الرصيد النضالي وله جذوره لدى الشعب»، وتابع حديثه: «مهما كانت الصعوبات والمشاكل التي تمرّ بها البلاد فإن الشعب أثبت مرة أخرى تمسّكه بالأفلان وهذا أكبر دليل على أن قوة الحزب السياسية تتمثل في خيار الشعب»، معتبرا أن نتيجة الانتخابات «لا تعني عدم الاعتراف بوجود تيارات أخرى لها جذورها».
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهير آيت سعادة
المصدر : www.elayem.com