نشرت : المصدر جريدة الشروق" الجزائرية الثلاثاء 02 يناير 2018 11:15 دشّن الجزائريون، الإثنين، السنة الجديدة 2018 بأرقام جديدة عرفت منحى تصاعديا في ظل الحديث عن زيادات في أسعار كافة المواد، بدءا من الوقود والنقل مرورا بالسلع الكمالية التي بدأت تختفي من الأسواق حتى قبل صدور قرار منع استيرادها رسميا.رغم أن الأنظار اتجهت وركزت على زيادات أسعار الوقود والنقل إلا أن الواقع الذي ينتظر الجزائريين كان أكبر من ذلك بكثير، زيادات لا تقل عن 5 أو 10 دنانير مست جميع المواد الأساسية، الاستهلاكية والكمالية، في الساعات الأولى من بداية السنة الجديدة. في مُؤشر من شأنه أن يضاعف الأعباء على الجزائريين ويضيق الخناق على جيوبهم، التي لم تمسها زيادات "الرواتب" منذ سنوات.
قيادة السيارة ب"الحساب"
واقع مرير قابله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ب"التحسر" أحيانا و"التنكيت" وابتكار حيل "تقشفية" في كثير من الحالات للنجاة من "مصيدة" زيادات الأسعار التي لم تقتصر على مادة أو مادتين فقط، وباتت واقعا لا مفر منه.
فمثلا زيادات تسعيرة البنزين والمازوت جعلت الكثير من الجزائريين يعيدون حساباتهم على غرار التفكير في الاستغناء عن سياراتهم والتنقل عبر وسائل النقل العمومية التي لن تكون هي الأخرى في منأى عن الزيادات التي ستدخل حيز التطبيق بداية من 10 جانفي المقبل، كما صرح به وزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان مؤخرا.
المواد الاستهلاكية والكمالية "نار"
في السياق نفسه، شهدت الأسواق التجارية في "الجملة والتجزئة" فوضى بسبب الاحتكار والمضاربة، وفي ظل غياب المراقبة وإجراءات ردعية ضدّ التجار والممونين. والمتجول في المتاجر والمحلات يلحظ الزيادات العشوائية التي مست العديد من المواد الاستهلاكية والكماليات كالشكولاطة والأجبان ومشتقات الحليب، كالياغورت الذي عرف زيادة ب 5 دنانير حسبما أعلنت عنه منظمة حماية المستهلك التي قال رئيسها إن التجار تفاجؤوا بالتسعيرات الجديدة التي جاء بها الموزعون دون تحديد الأسباب.
ويتكئ عدد كبير من التجار على تسعيرة المازوت والبنزين الجديدة لإلهاب الأسواق بداعي أن الموزعين مجبرون على فرض زيادات ناجمة عن تسعيرة الوقود، بينما بدأت مواد التجميل هي الأخرى تشهد ارتفاعا في أسعارها بسبب ندرة بعض المواد كغسول الشعر والكريمات وزيوت الترطيب. زيادات الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر، بعد حديث الحكومة عن توسيع قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد لتصل إلى 1000 منتج تمس الكماليات ومواد التجميل وبضائع أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يعيد نشاط "الكابة" بقوة.
مراجعة تسعيرة الماء غير مستبعدة
ولا يستبعد أن يتم مراجعة تسعيرة المياه في غضون 2018 حسب تصريحات وزير القطاع حسين نسيب الذي أكد أن "مراجعة تسعيرة المياه أمر غير مطروح في الوقت الراهن، إلا أنه غير مستبعد"، مضيفا أن مصالحه في حال تطبيق الزيادة ستراعي القدرة الشرائية للمواطن ولن تمس الطبقات الهشة، حيث ستعتمد على مبدأ "من يستهلك أكثر يدفع أكثر". هذه الزيادة تأتي بعد زيادات عرفتها تسعيرة الكهرباء سنة 2016.
المكالمات الهاتفية أغلى
الجزائريون سيكونون مضطرين إلى التقليل من المكالمات الهاتفية في غضون السنة الجارية واللجوء إلى التواصل مع الأقارب والأصدقاء عن طريق وسائل اتصالية أخرى "كالمسنجر والفايبر"، بعد استحداث رسم على نشاط التوزيع بالجملة للتعبئات الإلكترونية للأرصدة الهاتفية نسبته 0.5 بالمائة تقتطع من رقم أعمال متعاملي الهاتف المحمول، ويفرض نص المادة القانونية على متعاملي الهاتف النقال تحميل زبائنهم وزر هذه الزيادة بإقرار زيادة جديدة على تسعيرة المكالمات.
وتبقى هذه الزيادات الاستباقية تنتظر صدور المراسيم التنفيذية التي ترسم وقف الاستيراد لتتبعها زيادات أخرى بشأنها أن ترهق القدرة الشرائية للمواطن الجزائري في ظل استمرار انخفاض قيمة الدينار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/01/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جريدة الشروق الجزائرية
المصدر : www.elheddaf.com