تشكل الرياضة خارج وظيفتها التقليدية لممارسة الأنشطة المختلفة قاطرة إضافية وربما الأولى في بعث التنمية وفتح الأفق أمام الفعل الاقتصادي في مجالات يمكن أن تجسد أهداف النمو على غرار السياحة بكافة فروعها وأبرزها الصناعة التقليدية.توفر دورة الجزائر الدولية للدراجات في طبعتها ال21 التي تنطلق من عاصمة الأهقار بتمنراست فرصة لها دلالات اقتصادية وثقافية بحيث تضع الجنوب بكل ما يزخر به من فرص للاستثمار وإمكانيات للنمو في واجهة المشهد الوطني والعالمي، إضافة لجانب الترويج للمناطق التي تعد سوقا سياحية بامتياز وتتطلع للنهوض أكثر، خاصة وان البرامج التنموية التي سطرتها الدولة تدرج المناطق الداخلية في الصحراء والهضاب العليا ضمن الأولويات التي تستفيد من تحفيزات ومرافقة للمشاريع الجادة خارج المحروقات.
يرتقب أن تغتنم الإدارة المحلية على مستوى هذه الولاية وعلى مستوى كافة المحطات التي يسلكها السباق في جهات أخرى من التراب الوطني الموعد لإبراز ما تكتنزه من موارد وطاقات وما تتطلع إليه من مشاريع حتى يكون لها الصدى المطلوب خاصة وان الأضواء سوف تسلط على دورة الجزائر من كافة الجوانب بما فيها المؤشرات التي تبرز في محيط السباق.
ولعل الرسالة التي يحملها هذا النشاط الرياضي هي إبراز مدى قدرة الإنسان على رفع التحديات ومواجهة الصعاب من اجل بلوغ الهدف المسطر، ألا وهو التألق وتبوء المراتب الأولى في ظل تنافس شديد لكنه نظيف. فمن مثل تلك المشاهد التي ترسمها فعاليات الدورة يمكن شحن العزيمة لدى الشباب في كل الجهات خاصة الجنوب والمناطق الداخلية لإدراك ما لديه من طاقة كامنة وقوة غير موظفة بعقلانية للمساهمة في ديناميكية تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتطويرها عن طريق العمل والمثابرة.
في كل ربوع الجزائر بتنوع الجغرافيا المنسجمة مع ثقافة المجتمع توجد مساحة أرحب للأمل، على ما فيها من صعوبات يجري تذليلها بشكل مستمر من خلال التوجهات الجديدة للإدارة وإدخال تكنولوجيات الاتصال الحديثة التي أنهت عقدة المسافات وقلصت الزمن ليكون الجميع على نفس الدرجة من التحدي والأمل.
خارج إطار كونها رياضة تخضع لقواعد ومقاييس، كانت الدراجة ولا تزال أداة تؤدي في مجتمعات عديدة وظيفة اقتصادية من خلال كونها وسيلة للتنقل حتى في المسالك غير المعبدة والوعرة بما في ذلك أنها تنقل صاحبها إلى مناطق أكثر صعوبة لكن شريطة أن يبذل الجهد ويصبر ويتسلح بالعزيمة، ويمكن هنا تصور المدى الواسع لهذه الرياضة التي ينبغي مضاعفة الجهود لتوسيع نطاق ممارستها تطلعا لكسب نتائج اكبر محليا وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي كما يطمح إليه القائمون على شؤون الفيديرالية ذات الصلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعيد بن عياد
المصدر : www.ech-chaab.net