دقت المديرة التنفيذية لمركز التدخل الإنساني جولي لينارز جرس الإنذار، بعدما حذّرت الولايات المتحدة الأمريكية من خطورة التباطؤ في إنقاذ حلب من الخطة الروسية التالية. لينارز، وهي باحثة في معهد الديموقراطية الشرق أوسطية، نبّهت في صحيفة تيليغراف البريطانية إدارة أوباما إلى أنّ واشنطن تملك أسبوعين فقط لإنقاذ سوريا من الأسطول الروسي وإلّا "خسرت فُتاتها الأخير من السلطة الأخلاقية".وأشارت الباحثة إلى أنّ روسيا تقوم بنشر لقواتها العسكرية وصفته بأنه الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة من أجل الاِستعداد "لما يُعتقد بأنه التحضير لهجوم أخير على الجزء الشرقي المحاصر من حلب". وأضافت أن هذا الأمر إذا حصل، سيقلب المعركة لصالح نظام الأسد خلال الأسبوعين المقبلين.ما الذي تخطط له موسكو؟قدّمت الباحثة مزيداً من التفاصيل عن الصورة العسكرية الكبرى التي ترسمها روسيا. إذ لفتت نظر قرائها إلى أنّ الكرملين أرسل أسطول الشمال التابع له، بما فيه حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها موسكو، وجزءاً كبيراً من أسطول البلطيق إلى سوريا. ويأتي ذلك بهدف القضاء على 8000 مقاتل في حلب، المركز المديني الكبير الوحيد الذي ما زالت تسيطر عليه المعارضة، وبالتالي "تمهيد الطريق لخروج روسيا من الحرب الأهلية المدنية".عصفوران بحجر واحدتنفي لينارز وجود أي صدفة في هذا التوقيت. فعلى بعد ثلاثة أسابيع عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومع تركيز قوات التحالف بقيادة واشنطن على استعادة الموصل من تنظيم داعش، ينتهز بوتين الفرصة لضرب عصفورين بحجر واحد: إعلان النصر في سوريا وإلقاء الضوء على عجز أمريكا في السياسة الخارجية.المجازفات كبيرة في الموصل بحسب لينارز. فجزء مهم من المعركة هناك، تنظر إليه الإدارة الأمريكية على أنه المحكّ لاختبار "عقيدة أوباما في السياسة الخارجية" لطرق حلّ النزاع عبر القيادة من الخلف والتي تقضي بمساعدة الحلفاء على الأرض عوضاً عن القيادة المباشرة لجميع المعارك.قفر مروّع.. اِستراتيجية فاشلةلينارز تعترف بوجود احتمال لتنجح تلك الاستراتيجية في العراق، لكنّها تشير إلى فشلها الواضح في سوريا، في حين أنّ "مصير حلب يمكن أن يقوض إرث عقيدة أوباما قبل أن تحظى بفرصة لترسيخ نفسها". وشدّدت الباحثة على أن نظام الأسد، بالتعاون مع روسيا، حوّل المدينة إلى قفر مروع بمشهد من مشاهد نهاية العالم، بينما تُرتكب جرائم الحرب يومياً ضدّ قوافل المساعدات، المدارس، دور الحضانة، المستشفيات وبنى تحتية مدنية أخرى تُستهدف بدون تمييز.ما البديل عن القيادة من الخلف؟بالنسبة إلى الباحثة، إنّ الوقت يداهم الأمريكيين، إذ يبقى أمامهم أسبوعان فقط لإقامة حظر جوي فوق المدينة. "شرقي حلب يتطلب من الولايات المتحدة أن تتولى القيادة، لا من الخلف بل من الخطوط الجانبية"، وذلك من أجل السيطرة على الوضع ومواجهة نظام القتل الجماعي لبشار الأسد وحلفائه. وتؤكد لينارز أن البيانات البلاغية الروسية قوية، لكن اقتصاد موسكو ضعيف، ولا يملك بوتين مصلحة كبيرة للانخراط في مواجهة مباشرة مع أمريكا، وتحديداً في سماء شرق حلب. تهديدات روسيا حبر على ورقتذكّر كاتبة المقال بأنّ موسكو أطلقت تهديدات مماثلة حين شنت القوات الغربية أعمالاً عسكرية ضد سلوبودان ميلوسيفيتش وأنهت المجزرة في كوسوفو، أو عندما أسقطت تركيا الطائرة الروسية بعدما اخترقت المجال الجوي التركي. "الحملة الدعائية للكرملين هي سلاح وقائي، يهدف إلى إجبار أعداء روسيا على اتخاذ وضعية دفاعية يشلّها الامتناع عن التحرّك وهي إلى الآن نجحت جيداً بشكل مفاجئ في سوريا". فرصة لاستعادة المصداقيةولم ترَ لينارز ضرورة للنظر إلى ما هو أبعد من حلب لرؤية كيف أُلغي مبدأ "مسؤولية الحماية" الذي يقوم على أنه في حال لم تعد حكومة معينة مريدةً أو قادرة على حماية شعبها من الأذى، تصبح هذه المسؤولية ملقاة على عاتق المجتمع الدولي. وجاء إلغاء المبدأ "في غياب عن سياسة خارجية أخلاقية تجمع المصلحة بالمبادئ الأخلاقية". ثمّ أردفت لينارز كاتبة: "إن منطقة حظر جوي فقط قادرة على إنقاذ ما تبقى من الثورة الشرعية لشعب ضدّ ديكتاتوية وحشية وإعادة بناء بعض من مصداقية الولايات المتحدة التي فقدتها بين حلفائها في المنطة والقوى المناهضة للأسد داخل سوريا".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : البلاد أون لاين
المصدر : www.elbilad.net