روراوة.. و''ترقاق الخبزة''

 تناولت بعض الصحف خبرا مفاده أن المدرب الأجنبي الجديد لـ الخضر ستدفع له بفرة وبنتها كأجرة نظير إشرافه على تدريب الفريق الوطني الجزائري. وبرر رئيس الفاف اضطراره إلى اختيار المدرب الأجنبي لكونه لم يجد كفاءات جزائرية في المستوى، وهو كلام باطل يراد به تحقيق حق. الكل يعلم أن أرضية ملعب 5 جويلية لم تعد صالحة لاحتضان مباريات الفريق الوطني بسبب تحول العشب بها إلى لون أصفر وظهرت عليها حفر ونتوءات شبيهة بـ الدودانات المزروعة بالطرق. حدث هذا رغم أن ملعب 5 جويلية أغلق لمدة عامين وأخضع لعملية تجميل ليفتينغ قامت به شركة هولندية وليس جزائرية، وقيل يومها إنها ستحوله إلى جنة وعشبه أملس كالحرير، غير أنه كان مجرد وهم ، بدليل أن الملايير التي دخلت خزينة الشركة الهولندية لم تمكن الخضر من اللعب فيه واضطروا للذهاب إلى عنابة.
لكن مع ذلك، هناك من وجد المبرر لستر هذه الفضيحة، فالشركة الهولندية رمت بالمسؤولية في مرمى مسؤولي مركب 5 جويلية الذين لم يقوموا حسبها بـ الصيانة والعناية المطلوبتين، وقال آخرون إن الدودة التي تأكل العشب هي المشكلة، فيما وضع البعض الآخر القضية على ظهر درجة الحرارة العالية التي لا تسمح للعشب بالاخضرار. فهل بربكم حرارة الجزائر أكثـر من حرارة السعودية وقطر والإمارات؟ قد يقول بعض المتحمسين لكل ما هو أجنبي إن الملاعب الأخرى تروى بمياه معدنية بينما ملاعب الجزائر ترش بمياه الزيفو أو الصرف الصحي.
لست على طول الخط مع روراوة الذي صحر بجرة قلم الجزائر من امتلاك مدربين أكفاء، لأن هناك أكثـر من اسم في الجزائر بإمكانه القيام بالمهمة، لكن الفارق أن ما يقترح على المدرب المحلي كأجرة وما يكبل به من شروط لا مجال لمقارنته مع ما يعطى للأجنبي من امتيازات و تقلاش ، ولمن لديه ذرة شك ما عليه سوى مقارنة أجرة سعدان وتلك التي سيتقاضاها حاليلوزيتش الذي يريد روراوة تسويقه على أنه المهدي المنتظر لإنقاذ الكرة الجزائرية.
ولذلك فإن المدرب الجزائري هو مثل الطاكسي فون كلما وضعت نقودا أكثـر كلما بقيت الحرارة موجودة فيه، وهو ما لا ترغب في سماعه فدرالية روراوة الذي مارس على المدربين المحليين حيلة ترقيق الخبزة ، وها هو جاء حاليلوزيتش الذي يأكل مرتين . ويبدو أن اللدغة التي تعرضت لها ميزانية وزارة الرياضة جراء عدم صلاحية العشب في ملعب 5 جويلية حتى بعد إصلاحه من قبل شركة أجنبية، هي نفس اللدغة التي سيتعرض لها الفريق الوطني هو الآخر أيضا ومن نفس الجحر الأجنبي.

h-slimane@hotmail.com