شهدت أيام الاحتفاء بالذكرى الخمسين لتأميم وتأسيس المسرح الوطني، برامج وعروض متنوعة تتضمن في مجملها العودة بالذاكرة لما احتواه ركح بشطارزي من زخم فني طيلة نصف قرن مر على تأسيسه، وعليه يسلط فضاء “صدى الأقلام” طيلة شهر من الزمن وابتداء من أول أمس، الضوء على قراءة نصوص مسرحية من ريبرتوار المسرح الوطني، قصد الاقتراب من العوامل الأساسية التي شكلته، لمد جسور التواصل بين مسرح الأمس ومسرح اليوم.
استهل فضاء صدى الأقلام أولى قراءاته المسرحية، خلال ندوة صحفية نشطها أول أمس كل من الناقد المسرحي إبراهيم نوال، والممثل كمال رويني، بقراءة ودراسة نص “أبناء القصبة” لعبد الحليم رايس، الذي يجسد تضحيات الشعب الجزائري خلال ثورة التحرير المجيدة، عبر عائلة جزائرية تعيش تناقضات داخلية تنصب حول بلوغ هدف تحرير الوطن.
قام الممثل كمال رويني بقراءة المسرحية بطريقة حاول فيها تجسيد المشاهد المعبرة عن توجهات كل فرد من أبناء الأسرة ، وخلال قراءته للنص قال رويني: “ما أعجبني في النص هو إبداع الكاتب وقدرته على تجسيد مواقف الجزائريين تجاه الثور من خلال أفراد العائلة...رغم التناقضات التي تظهر بين الشخصيات إلا أن هدفهم واحد هو الاستقلال وطرد المستعمر”.
ومن جهته، أكد الناقد المسرحي إبراهيم نوال، خلال قراءته السيميولوجية للنص أنه رغم كتابة النص في ظروف استعجالية، إلا أن الكاتب استطاع ببراعة تجسيد تضحيات كل أبناء القصبة من خلال عائلة واحدة، وقال أن سر نجاح العمل يكمن في أن صاحبه استلهمه من واقع عايشه وتأثر بتفاصيله، فجسد من خلاله واقع مكافحة شعب في كل مدينة من مدن الجزائر.
وتعد المسرحية حسب نوال بطاقة تعريف للشعب الجزائري التي تظهر من خلال خطابات الكاتب والتي تمثل دلالات تعكس ثقافة الشعب، وأكد المتحدث أن “أبناء القصبة” تعتبر رسالة مسرحية أراد الكاتب أن يوصل من خلالها ثقافة الشعب ومبادئه، وإبراز الشخصية الجزائرية المسلمة من خلال المصطلحات المستعملة” الله يحفظك، ربي يهديك، الجهاد، الصلاة..”
وأشار نوال إلى أن المسرحية لا تلعب دورا فرجويا فحسب، وإنما تتعداه لتلعب دورا تعليميا يظهر مدى عبقرية الكاتب الذي يملك مرجعية جمالية وشاعرية إلى جانب المرجعية الإيديولوجية، حيث جسد دراما اجتماعية هو مؤمن بها تمكَن من بعث صداها في خطاب مسرحي له مفاتيحه ووسائله، حيث جمع بين الخطاب الجماعي الشاعرية، والدراما.
كما لفت المتحدث إلى دور عبد الحليم رايس، في التعريف بالتاريخ الجزائري، وقال أنه نسج أفكارا ومعلومات ليضعها في يد المتفرج سواء كان جزائريا أو أجنبيا.
ومن جانبه، أبدى الفنان القدير طه العامري، رأيه في عبد الحليم رايس، وقال أن الكاتب يؤمن بالشيء الذي كان يقوم به، لذلك أعطى صورة حقيقية عن كل ما كان يكتب له،”الرايس عصب فرقة جبهة التحرير”.
للإشارة، مسرحية “أبناء القصبة” تبرز تضحية الشعب إبان الثورة جسدها الكاتب عبد الحليم رايس، ضمن عائلة تقمص أدوارها كل من الفنانة القديرة نورية، كلثوم، والفنان القدير محمد كشرود، سيد احمد أقومي، وأرسلان.
للتذكير، يفتح فضاء “صدى الأقلام” جسور التواصل مع نصوص مسرحية كل يوم سبت وثلاثاء إلى غاية الخامس من فيفري المقبل حيث ستتم قراءة نصوص مسرحية على غرار “132”، “الجثة المطوقة”، “البوابون”، “زعيط ومعيط ونقاز الحيط”، “الأجواد”، و«عقد الجوهر” ليختتم البرنامج بمناقشة حول راهن المسرح وآفاقه المستقبلية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مونية بكير
المصدر : www.essalamonline.com