لا يختلف اثنان في مدى التأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، والتي باتت تتقاسم كل التفاصيل، بعدما أصبحت بالنسبة للكثيرين جزءا من حياتهم، لا سيما ممن اختاروا نشر كل كبيرة وصغيرة من تفاصيل حياتهم عليها، إلا أن الأمر المميز هذه السنة، هو روحانية العيد التي طغت على وسائل التواصل؛ فايس بوك، وأنستغرام، وواتس أب وغيرها، في صورة تعكس تشبّث المسلمين بدينهم الحنيف، وقيم التسامح والتضامن والتراحم التي يضمها عيد الأضحى المبارك، علاوة على التذكير بكل ما يجب القيام به في هذه الأيام العشرة المباركة من شهر ذي الحجة، لا سيما صيام يوم عرفة.أجمل ما طبع هذه الأيام هو التهاني بقدوم شهر ذي الحجة؛ حيث تبادل رواد المواقع التهاني والفرحة بقدوم أجمل أيام السنة؛ لما لها من ثقل وزيادة في الأجر لمن استغل بركاتها.
وحرص الشيوخ في المساجد وفي المقاطع المنشورة من مختلف بقاع الأرض لائمة مسلمين، وجزائريين على وجه الخصوص، على التذكير بأهمية القيام بالعبادات التي تقرَّب للخالق تعالى وينال العبد بها رضاها؛ حيث أكد الشيوخ: "كل ما يمكنك فعله من خير في هذه الأيام، أقدم عليه بنهم؛ على غرار الأعمال الصالحة، وفضائل الطاعات والبركات للجميع؛ أذكار، وتلاوة، وتدبر، وتذكر، وتكبير، وأدعية، وبر الوالدين، وصدقة، وصيام، وصلة رحم، وإحسان للجيران، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا"، مع التأكيد على ضرورة حشد كل ما لديك من طاقة، وتحميس الناس للخير من أجل بلوغ المقاصد، والتأكيد على صيام يوم عرفة، وجمع عرفة يوم العتق والغفران، وكيف أن الله تعالى وسعت رحمته أن يصوم العبد يوم عرفه؛ ففيه كفارة عامين؛ عام مضى وعام يستقبل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما تم تبادل مقاطع تتحدث عن بركة هذه الأيام، يوما بعد الآخر، جاء فيها أنه قد غفر الله تعالى لسيدنا آدم في اليوم الأول من ذي الحجة. وفي اليوم الثاني استجاب الله لسيدنا يوسف. وفي اليوم الثالث استجاب الله دعاء زكريا. وفي اليوم الرابع وُلد سيدنا عيسى عليه السلام. أما في اليوم الخامس فقد وُلد سيدنا موسى عليه السلام. وفي اليوم السادس فتح الله تعالى كل أبواب الخير لنبيه محمد. وفي اليوم السابع تغلَق أبواب جهنم فلا تُفتح حتى تنتهي الأيام العشرة. أما اليوم الثامن فيسمى "يوم التروية "، ومن صامه أُعطي من الأجر ما لا يعلمه إلا الله. واليوم التاسع هو يوم عرفة؛ من صامه يغفر الله له سنة من قبل، وسنة من بعد. وفي اليوم العاشر يكون عيد الأضحى، وفيه قربان، وذبح ذبيحة؛ ففي أول قطرة من دماء الذبيحة يغفر الله ذنوب المضحي وذنوب أولاده. ومن أطعم فيه مؤمنا وتصدق بصدقة بعثه الله يوم القيامة آمنا، ويكون ميزانه أثقل من جبل أُحد.
كما شهدت الصفحات كلها تركيزا على التكبير والتهليل؛ في صور رائعة للحرمين النبوي والمكي، وجموع الحجيج تطوف حول الكعبة المشرفة، مع تذكير الكل بضرورة صلة الرحم، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ومقاسمة لحم الأضحية لا سيما أن الغلاء الفاحش الذي ضرب الأسعار، حالَ، هذه السنة، دون تمكن الزوالية من إتمام فرحة العيد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/06/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أحلام محي الدين
المصدر : www.el-massa.com