الآن وبعدما هدأت الأمور وانخفض صوت الضجيج الذي تعالى من بعض العواصم الغربية والأطراف الدولية غداة انتشار خبر هجوم مجموعة إرهابية مسلحة متعددة الجنسيات على أحد مصادر قوت الجزائريين واحتجاز رهائن بمدينة عين أمناس، بدأت الحقائق والمخططات التي أُعدت في غرف مغلقة بالخارج تتكشف.
التقييم الأبرز الذي يفرض نفسه الى غاية الآن يشير إلى أن الجزائر التي فُرض عليها هذا التحدي على حين غرة، وفي وقت تجد فيه نفسها محاطة بأحزمة من النيران من كل جانب، بسبب بؤر التوتر والاضطرابات المندلعة على حدودها الإفريقية كما على حدودها العربية، ضربت عصفورين بحجر واحد، فقد كسبت التحدي من حيث طريقة التعامل معه ب «النتيجة والأداء» بتعبير الرياضيين، وأثبتت في نفس الوقت صحة وصواب مقارباتها ومواقفها.
التدخل السريع للقوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، وفي اللحظة المناسبة، فوّت على الإرهابيين تنفيذ ثاني أكبر هجوم إرهابي في التاريخ بعد هجمات الحادي عشر سبتمبر بأمريكا، إذ كان المخطط يستهدف تفجير هذه المنشأة الغازية لإحداث أكبر صدى وأفدح الخسائر بعد تأكد استحالة مغادرتهم للموقع رفقة الرهائن الأجانب، كما حفظ السيادة الوطنية من أي مساس حيث رفع كافة الاحتمالات الممكنة لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي.
أما إذا تحدثنا بمعيار «العبرة بالنتائج» فإن أكبر الخبراء العسكريين لا يمكنهم إلا الإشادة بدقة ونجاح التدخل بما في ذلك الدول التي أخطأت في البداية بانتقاد سرعة التدخل حيث تراجعت واضطرت للاعتراف باحترافية ومستوى تكوين أشبال الجيش الوطني الشعبي أمام ضغط الحصيلة التي تتضمن إنقاذ حياة العديد من الرهائن باستثناء من تم إعدامه من طرف الإرهابيين، وإحباط مخطط تفجير الموقع، والخروج بأقل قدر من الخسائر في صفوف قواتنا المسلحة تمثل في تسجيل ستة جرحى فقط.
غير أن هذا الرهان، وإن أضاف الكثير لرصيد الجزائر كدولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب، وعزز مكانتها كطرف إقليمي وقاري فاعل ومؤثر في الساحة الدولية، إلا أنه مؤشر آخر على التحديات والمخاطر التي لا تزال تحيط ببلادنا بسبب الأحداث المفتعلة الجارية ببعض البلدان المجاورة والتي تقف وراءها قوى الشر والتدمير، فالطريق لا يزال مليئا بالمؤامرات والمطبات، ويتطلب الكثير من اليقظة والحكمة لاجتياز هذه المرحلة المفخخة.
لذلك علينا دائما الدفاع عن الحقيقة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net