الجزائر

رمزي نايلي يصدر مجموعته الشعرية الأخيرة "مثل جدار يطل من النافذة"



رمزي نايلي يصدر مجموعته الشعرية الأخيرة
أصدر رمزي نايلي مجموعته الشعرية الأخيرة ”مثل جدار يطل من النافذة”، بحيث يخرق فيها تلك الصورة النمطية لتضخم الأنا التي طالما التصقت بالشعراء، ويعلن بشكل عميق نكرانه لذاته، وانتماءه لعالم البسطاء المقهورين، عالم المفلسين إلا من لغتهم المضيئة، وأحلامهم الشاهقة.ويأتي عنوان هذه المجموعة الشعرية الصادرة عن منشورات القرن 21 سنة 2016 كاسرا لأفق التوقع التقليدي الذي اعتاد على تمجيد المركز وتسليط الذكورة على الأنوثة الهشة الضعيفة، لتتحول النافذة المؤنثة التي كانت مجرد ثقب في الجدار إلى بؤرة مركزية بالاستناد إلى وظيفتها، فمن أين سيطل على العالم هذا الجدارُ المنغلق على ذاته، هذا الجدار الذي يوشك أن ينقض لولا أن تتداركه عناية النافذة بانفتاحها على الأفق الرحب.ويشكل هذا الانتصار للهامشي ونكران الذات المذكرة، التي طالما مارست سطوتها وعنجهيتها، في العالم، مَلمَحا بارزا لدى رمزي، وهو ما يطالعنا بدءا من عتبة التصدير، التي جاءت في هيأة اقتباس لثلاثة مقولات، تشكل مرجعية وخلفية فكرية لرؤية العالم في هذه النصوص، وكل هذه الاقتباسات تصب في تيمة واحدة هي نكران الذات، والنظر إلى الإنسان ليس ”كجرم انطوى فيه العالم الأكبر”، بل مجرد ذرة صغيرة في هذا العالم اللامتناهي بدءا من مقولة علي البزاز ”أحيانا يبدو لي العالم كثقب الإبرة لا يسع سوى خيط واحد وهذا الخيط، هو ليس أنا”. فإذا كان هذا العالم مجرد سمِّ خياط، فإن رمزي يرى أن غيره أحق منه بالخلاص والخروج من هذا الثقب الإبري، رغم أن المقولة تنفتح على معانيَ أخرى، كأن يكون القصد أنه أكبر من أن يدخل ثقب الإبرة، إلا أن الاقتباسات الأخرى وما يرد في المتن من انتماء للهامش، هو ما يجعلنا نرجح معنى النكران وجلد الذات الم يقل بول ايلوار في ثاني اقتباسات رمزي ”من يمنحني الشجاعة كي أنظر إلى قلبي دون اشمئزاز”، وهو المعنى ذاته الذي يطالعنا في نصوص هذه المجموعة ويؤكده الاستشهاد الأخير من الكتاب المقدس”، فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها” وهي دعوة واضحة وصريحة للتخلص من الأنانية رغم أنها تحمل أنانية مبطنة، فإذا كان دافع التخلص من الأنانية البحثُ عن الخلاص فقد تحولت إلى أنانية مضمرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)