الجزائر

رقمنة الملف الطبي بين التخطيط الجزائري والكندي



رقمنة الملف الطبي بين التخطيط الجزائري والكندي
يتضمن السر العلاجي للمريض
رقمنة الملف الطبي بين التخطيط الجزائري والكندي
إعداد: الأستاذة سميرة بيطام
رئيسة مكتب بمستشفى بني مسوس
يعمد الباحثون في مجالات الحياة على تطوير مجالات العلم والابتكار والعصرنة في حد ذاتها بتكنولوجيا متطورة وبفكر يبحث له دائما عما يقلل للمجتمع سلبيات أي ظاهرة أو أي مشروع ولكن العقول المخططة تختلف وبدرجات وما مشروع رقمنة الملف الطبي إلا احدى المشاريع التي أفردت لها متابعة مختصرة ولكن بتدقيق في التخطيط بين الفكرة الجزائرية كبادرة أولية لإحداث تغيير في حفظ السر العلاجي للمريض وفي تقديم خدمة أسرع وأنجع بأقل تكلفة في الوقت والجهد وبين الفكر الكندي الذي لمحت من خلال مطالعتي لبعض المواضيع إنها تختلف تماما عن طريقة تناولها لدى الإعلام الجزائري.
فالبدء بالحمد لله أولا وأخيرا وبعدها وفي مقال نشر في جريدة النهار للسيدة أسماء منور بعنوان: الملف الالكتروني للمرضى.. وداعا للأخطاء الطبية وفي الواجهة الأخرى للإعلام الكندي مقال بالفرنسية a Numérisation des dossiers médicaux -Un processus à bien documenter
لكاتبه Christiane larouchel
وداعا للأخطاء الطبية وعدم تحمل المسؤولية هكذا ابتدأت الأخت الإعلامية أسماء في مقالها على جريدة النهار ليوم الخميس 28 أفريل 2016 الموافق ل20 رجب 1437 ه وكذا الوداع لتنقل المريض من مصلحة لأخرى لرؤية الطبيب كل هذا بفضل النقلة النوعية التي وفرتها تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
اذن ليلحظ معي القارئ الكريم تفاوت احترافية محرري المقال سواء الجزائري أو الكندي سيلاحظ فرق في طريقة الطرح في المقدمة وفي احتضان الموضوع للقارئ بين عيني المتفحص لفهمه وتحليله ومن ثم معرفة مستوى الصحة والعلاج وتطويرها وكذا معرفة مصداقية نجاعة المشروع ونباهة الصحفي في طرحه للهدف من المشرع.
ففي المقال الجزائري كاتبة المقال فتحت صياغة للعيش على سراب القضاء على الأخطاء الطبية من خلال رقمنة الملف الطبي وكأن عصا موسى أوتيت لمن سيحملها ويخلق الحلو لما أستعصي من الكلام ناسية الأخت الكريمة أن الخطأ الطبي في حد ذاته صعب حصره ومراقبته وحصره على مستوى ضيق من المعاينة ليتم تقليل الظاهرة ولا أقول القضاء عليه لأنه يستحيل ذلك ثم ليست رقمنة الملف الطبي من سيقضي على الأخطاء الطبية والتي هي منتشرة بكثرة في البلدان الغربية وليس العربية والإسلامية فقط ثم الكاتب الكندي انطلق في معالجة الملف باستراتيجة واضحة الأبعاد وبخطة ممنهجة فيها الكثير من الصدق والواقعية بدءا بطرح تساؤل عن لماذا ترقيم الملف الطبي ولماذا ستتم رقمنته وفي تساؤلات منه في صميم المقال تساءل عن كيف تتم رقمنة الملفات الطبية وكيف يتم تحقيق الحماية اللازمة للسر اللصيق بالحياة الخاصة للمريض؟..
حجم هذا الإقرار في توديع معضلة صعبة للغاية
ولم يبدأ محرر المقال ب : وداعا للأخطاء الطبية لأنه يعي جيدا حجم هذا الإقرار في توديع معضلة صعبة للغاية ففضل معالجة الموضوع بنوع من الجرأة الأدبية التي تخللتها أسئلة معاشة ومن واقع ملموس للحقائق على عكس الإعلامية الجزائرية في صحيفة النهار التي عنونت بحلم سيتحقق لا محالة وهنا لا بد من تحري الاحترافية المهنية للإعلامي هذا أولا ثانيا أن معالجة الملفات المهنية الحساسة تحتاج الى طريقة تفكير وتحرير للموضوع بنوع من ملامسة حقيقية للواقع فرقمنة الملف الطبي الغاية الأكيدة منه هو اختزال متاعب العمل من الوقت والحركة واختزال الاستعمال الورقي للملفات الطبية ليحمل البرنامج الكلي لعلاج المريض في ملف الكتروني يحمل كل البيانات الخاصة بالعلاج المقدم واسم الطبيب المتابع والمعلومات الخاصة بالمريض ووضع رسم سري خاص به لا يستعمله إلا الطبي المعالج والممرض حفاظا على السر المهني وحفاظا على علاقة العلاج الموجودة أو القائمة بين المريض والطبيب.
إذن إذا كانت طريقة تحرير ومعالجة مواضيع أخذت لها منحى من التقدم والتطور بهكذا أسلوب في الكتابة من غير تقص للواقع فهذا يعني نوع من التمويه ونوع من ذر رماد التقدم وفي حقيقته لن يتم بكامل مواصفاته ان لم يتم سد النقائص والمشاكل الأخرى المتعلقة بريتم ونسق معيشة الطبيب والممرض الجزائري على النقيض من الأمر في كندا يكون مرتب مستخدمي الصحة مرتفعا والوسائل المستخدمة مهيأة بتقنية عالية يعرفها جميع المستخدمين وليس لديهم مشاكل عملية مفبركة يومية قد تضغط على الأداء العلاجي..
سرعة رقمنة الملف الطبي
فليس ما ينقصنا أن نمدح التكنولوجيا لأنها وفرت لنا سرعة في رقمنة الملف الطبي وبالتالي مساعدة المريض على أن لا يتنقل كثيرا بحثا على طبيبه لأن التواصل فيما بين الأطباء سيتم بطريق الحواسيب ثم ما علاقة الخطأ الطبي برقمنة الملف الطبي؟ هل لأن الطبيب مقيد بساعة عمل تسجل في الملف وتظهر في الحاسوب وبالتالي يعرف من تأخر عن أداء عمله؟ هذا ليس يقينا يقلل من الأخطاء الطبية لأن التكنولوجيا لا تحمي موت الضمير من توخي الحذر في العلاج والتكنولوجيا لا تبعث روح اليقظة في الأخلاق والتكنولوجيا لا ترضي المريض حينما لا يتنقل كثيرا وفيما بعد العلاج رواسب أخرى لم يتم تداركها فالتجربة الكندية ذكرت أن حفظ الملفات الطبية سيكون لعشر سنوات بحسب تقرير الجمعية الكندية للحماية الطبية والبدء يكون من آخر ولوج الى الملف الذي تمت رقمنته يعني فيه حسابات وضوابط وتأكيدات فهل التجربة الجزائرية لحقت الى هذا المستوى من الحفاظ على ملفات المرضى؟ وهل سيكتب لمثل هكذا مشاريع الديمومة والممرض لا يزال يعاني ويشتكي من ظاهرة التغيب عن العمل بسبب الضغط الممارس عليه؟ هل تم تلطيف أجواء العامل النفسي لممارسي الصحة وتهيئة مناخ جيد للعمل قبل إدخال آخر صيحة تكنولوجيا لهم؟ والمعروف بل ما تم معاينته حقيقة من بعض العنف الممارس بداخل المستشفيات أن الطبيب أو الممرض أو حتى المريض أن ما تعرض لنبرة قلق يحدث على الفور عطب بجهاز العلاج أو الحاسوب فيه فكرة انتقام نمت بسبب ظروف في حين المجتمعات الغربية لا تملك ثقافة التخريب والمعاملة للعودة للوراء.
تفاصيل المشروع موجودة
لن أسترسل في الحديث عن رقمنة الملف الطبي لأن تفاصيل المشروع موجودة عبر وسائل الإعلام ويوجد الكثير لمن يريد الاطلاع لكن أردت فقط وضع أصبعي على زر الحاسوب لأوقف فيه لقطة صناعة تقدم تقني والطبيب والممرض البعض منهم لا يملك ليومنا هذا ثقافة الإنسانية والضمير الحي الآلة المرقمنة تلبي أي طلب نطلبه منها بزر دون مبالغة أو توان لكن العقل البشري يرفض أن يلبي صحوة ضمير في موقف من مأساة مع مريض ولا يهم في ذلك لأن المريض لا يقرب للمعالج وربما المريض لم يحترم توصيات الطبيب في الأخذ بالعلاج في وقته المناسب فتغيب ثقافة الوعي وثقافة الاحترام وثقافة الائتمان لتحل محلها ثقافة أن التكنولوجيا تصنع المستحيل وبالتالي تقضي على الأخطاء الطبية والتي هي من صنع بشر.. هل فعلا الخطأ الطبي يريد له الاندثار وسط مجتمع اصطفت في أجنحة الأرشيف ملفات عالقة وفي أروقة المحاكم ولم ينفض عنها الغبار بعد؟
أرقام خاطئة
ثم إذا كان بعض المعالجين يقدمون أرقاما خاطئة لعدد العمليات الجراحية التي أجرونها ولعدد الفحوصات التي قاموا بها ويصرحون للوزارة الوصية ان عمليات زرع الأعضاء تتقدم بشكل كبير ومتميز أظن أنه فيه خلل في القيم وفي تفعيل الأخلاق وهي الصدق والأمانة والاستقامة فهل سيوفر لنا زر حاسوب بتكنولوجيا عالية قيمة حضارية بأقل عناء؟؟.
أترككم أنتم الأوفياء لتجيبوا أو تحللوا من منطلق المنطق والواقع ...وليس من منطق الانبهار بتكنولوجيا لم نعرف بعد ان كان فيها الخير حقيقة لنتقدم أم فيها الاختزال الكبير للقيم لنتأخر قيم الضمير والصحوة العقلية.
فمن يقي الأخطاء الطبية من الحدوث العقل والضمير أم التكنولوجيا برقمنة متطورة؟.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)