أجمعت شخصيات سياسية وثقافية على أنّ الراحل عبد الحميد مهري، يعدّ أحد رموز النضال والمدافعين عن الديمقراطية والرافضين لدفع البلاد نحو العنف، له مواقف وطنية ودولية يحسده عليها الغير، جراء تحلّيه بالحكمة وتقبله للرأي الآخر، منوهة إلى الأزمات التي تعرّض لها لاسيما المؤامرة العلمية التي حيكت ضده وتخلي السلطة عن التكفل بعلاج زوجته المريضة.
اتسمت الندوة التي نظمتها، أول أمس، جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بقاعة المحاضرات الكبرى بالمدرسة العليا للصحافة، بمناسبة مرور سنة على رحيل المناضل عبد الحميد مهري، بحضور ثلة من رفاقه كالوزير السابق علي بن محمد، الكاتب زهير احدادن، الإعلامي سعد بوعقبة وغيرهم، باستعراض محطّات وشهادات حيّة جمعت بين الغرابة والحقيقة، حيث قال رابح شريط عميد جامعة الجزائر 3، بأنّ الراحل قامة وشخصية نادرة جمع بين النضال الثقافي والسياسي قبل وبعد الاستقلال، حيث دعا إلى الحوار ودافع عن الديمقراطية تفاديا لإقصاء ثقافة الآخر، معتبرا أنّ رحيله يعدّ ضياعا لأرشيف حي من الذكريات والأحداث لرموز الحركة الوطنية.
وأكدّ الدكتور زهير احدادن، بأنّ مهري رجل المواقف الصعبة ودائم الحضور في الشدائد يتشابه إلى حد بعيد مع عبد الحميد ابن باديس في المقاربة الفكرية والثقافية، حيث حاول التوفيق في مختلف الأزمات التي عرفتها الجزائر محليا وإقليميا، مضيفا أنّ الراحل يعلم كيف قٌتل عبّان رمضان وبن بولعيد؟
أما الأمين العام ل”الأفلان” عبد العزيز بلخادم فقال بأنّ الرجل ظلم وصبر على خلفية المؤامرة العلمية الشهيرة التي قادها ضده آنذاك عبد القادر حجار وعرفت رحيله من الدورة، حيث قال وقتها”لن أترك الحزب في أزمة على بياض”.
من جهته، أشار الدكتور علي بن محمد الذي وافق شهادات المتدخلين حول قيمة وشخصية الرجل، تحدث كذلك عن تخلي السلطة عن علاج زوجته المريضة، حيث قام بعدها مهري بتأجير بيته وبيع سيارته، كما استدان من شخصيات مغاربية معروفة من أجل علاج زوجته بالخارج، وتابع قوله ”أشهد أنّ دولة عربية عرضت التكفل بمصاريف العلاج فرفض بأدب”، مضيفا أنّه بعد تغيير بعض المسؤولين في هرم السلطة تكفل من خلَفهٌم ممن يعرفون قيمته بعلاج زوجته.
كما قدّم الكاتب الصحفي، سعد بوعقبة شهادة عن نظافة الرجل طوال حياته من المال الحرام، كما تطرق إلى الانقلاب على مهري بما يعرف بالمؤامرة العلمية وكذا جنازته التي حضرها خصومه، واصفا إياها بالأكبر بعد جنازة بومدين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسان مرابط
المصدر : www.al-fadjr.com