رفضت الجزائر التجاوب مع طلب رسمي مصري يتعلق بدعم مرشح القاهرة لخلافة عمرو موسى على رأس الأمانة العامة للجامعة العربية. وفي المقابل شرعت في حملة لفائدة الدبلوماسي الجزائري الأخضر إبراهيمي لتولي المنصب، ويترجم ذلك موقفا جزائريا مطروحا منذ سبع سنوات، يتصل بتدوير الأمانة العامة على الدول الأعضاء في الجامعة.
أفادت مصادر مطلعة لـ''الخبر''، أن سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر رفع إلى مسؤولي وزارة الخارجية الجزائرية كتابا موقعا من حسني مبارك، أياما قليلة قبل خلعه من الرئاسة، يطلب فيها دعم الجزائر مرشح القاهرة لخلافة عمرو موسى الذي تنتهي عهدته رسميا على رأس الأمانة العام للجامعة العربية الشهر المقبل، بمناسبة انعقاد القمة العربية في بغداد يوم 29 مارس المقبل. وتسعى القاهرة لحشد التأييد لصالح مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية، الذي بقي عضوا في حكومة تسيير الأعمال برئاسة أحمد شفيق.
وقد استلم مسؤولو الخارجية الطلب المصري، حسب المصادر، التي أكدت أن الجزائر ترفضه لأنها تريد ترشيح جزائري للمنصب. ويتعلق الأمر بالدبلوماسي المتقاعد من الأمم المتحدة الأخضر ابراهيمي.
وذكرت المصادر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يقف وراء ترشيح وزير خارجية الجزائر مطلع التسعينيات، وأن الموقف الجزائري بخصوص قضية الترشيح للأمانة العامة للأمم المتحدة، يملك مبررات وحججا قوية. فمهندس اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، تتوفر فيه شروط ومؤهلات يفتقد إليها مفيد شهاب. أهمها السمعة الدولية التي اكتسبها بفضل مهام ووظائف كبيرة مارسها في إطار الأمم المتحدة، كان من أبرزها مبعوث الأمين العام الأممي إلى العراق ثم إلى أفغانستان. وبعدها اختير كرئيس للجنة تتقصى في الاعتداءات التي استهدفت مباني ومقرات الأمم المتحدة عبر العالم، على خلفية تفجير بناية الأمم المتحدة بالجزائر في 11 ديسمبر .2007
أما المبرر الثاني، حسبما تضيفه المصادر، فيعكس موقفا جزائريا عبرت عنه منذ سبع سنوات وطرحته بشكل رسمي أثناء التحضير للقمة العربية التي عقدت بالجزائر في مارس 2005، يتصل بورقة لإصلاح الجامعة العربية أهم ما فيها تدوير منصب الأمين العام على الأعضاء في الجامعة. وأوضحت المصادر أن الجزائر مستعدة للتنازل عن منصب مساعد الأمين العام الذي يشغله أحمد بن حلي، حتى لا يكون الأمين العام ومساعده من دولة واحدة. وأضاف بأن الموقف المتعلق بالتدوير ينسحب أيضا على بقية ممثلي الجامعة العربية وسفرائها في العواصم الغربية والهيئات الدولية.
وأكدت المصادر أن السلطات الجزائرية ''تحركت في الميدان لجمع التأييد لفائدة ترشيح الأخضر ابراهيمي''، خلفا لوزير خارجية مصر الأسبق الذي لا يخفي رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة المرتقبة في مصر.
ومن المعروف أن عمرو موسى بالتحديد، استاء كثيرا لموضوع ''التدوير'' في .2005 ففي ندوة صحفية عقدها بجنان الميثاق في جانفي من نفس السنة، قال إن بوتفليقة ''أكد لي بأن موضوع التدوير لم يعد مطروحا على الإطلاق وأن كل ما قيل حوله مجرد تأليف''. أما وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم الذي كان معه، فقال ''نعم هذا الموضوع لن يطرح في قمة الجزائر وإن كان المطلب ديمقراطيا من حيث المبدأ''. وفهم من كلام بلخادم أن القضية مؤجلة ولم تلغ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/02/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حميد يس
المصدر : www.elkhabar.com