خليل بخدة باحث في تاريخ الجزائريين المنفيين إبان الفترة الاستعمارية أخذ على عاتقه قضية 200 جزائري نفتهم فرنسا إلى جزيرة سانت مارغريت في 1848 بعد مقاومة الأمير عبد القادر و هو يسعى إلى إرجاع رفات هؤلاء الجزائريين. و ما الإنجاز الذي حققته الجزائر في عيد الاستقلال بإعادة جماجم قادة المقاومة الشعبية إلاّ محفز لهذا الباحث لإظهار قضيته و مطالبة السلطات الجزائرية بتبنيها.- كيف عشت ساعات وصول رفات قادة المقاومة الجزائرية ؟
^ أكذب عليك إن قلت لك أنني لم أذرف الدموع أمام عائلتي الصغيرة ، لأن عودة رفات شهدائنا الأبرار من فرنسا هو حلم كل جزائري وخاصة الباحثين والمؤرخين وقادة البلاد الذين يعلمون جيدا معنى هذا الحدث القوي الذي ناضلت لسنوات من أجله مع مجموعة من الأصدقاء داخل وخارج الجزائر ، الحمد لله الحلم تحقق وبالمناسبة أشكر الرئيس عبد المجيد تبون على نجاحه في استرجاع رفات قادة المقاومة الشعبية عشية الاحتفال بالذكرى 58 لاستقلال الجزائر .
- كباحث هل قدمت نداء إلى السلطات الجزائرية بإعادة رفات الجزائريين المدفونين في مقبرة جزيرة سانت مارغريت ؟
^ نعم ، هذا كان أملي ، حيث أنني وقعت على لائحة تضم حوالي 400 توقيع بهذا الخصوص ، كما أنني أزور منذ سنة 2017 مقبرة جزيرة سانت مارغريت بفرنسا التي يوجد بها حوالي 200 قبر للجزائريين الذين نفوا عنوة من الجزائر مباشرة بعد انتهاء مقاومة الأمير عبد القادر في 1847 .
- ما هي الرسالة التي نستشفها من هذا الحدث العظيم ؟
^ الرسالة بسيطة ، تتمثل أولا في أنها أعادت اللحمة بين الجزائريين ، هذه اللحمة التي حاول الاستعمار الفرنسي تهشيمها وتمزيقها لعقود دون جدوى ومن جهة أخرى هي رسالة لكل من يفكر العبث بهذا البلد الذي قدم من أجل بقائه أكثر من 10 ملايين شهيد ما سيسمح لنا الكشف عن العديد من الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي من 1830 إلى 1962 .
- وعن الأرشيف ؟
^ الأرشيف هو حديث آخر أو بالأحرى معركة أخرى لا تقل أهمية عن معركة الثورة التحريرية الجزائرية في سنة 1954 وعليه يتطلب منا كباحثين تقديم جهد كبير ومساندة الدولة الجزائرية و الالتفاف كلنا حول هدف واحد لاسترجاع الأرشيف ، أكيد أن العملية سوف لن تكون سهلة لأن فرنسا بدأت تناور وتحاول التملص والخروج من هذه القبضة حتى لا تلبي الطلب وإن قبلت الجلوس على طاولة الحوار فسوف تعمل على ربح الوقت بإصدار قوانين تعجيزية ، هذه التصرفات والمناورات نعلم بها و مستعدون للدخول مع المسؤولين الفرنسيين في معركة فكرية قانونية لاسترجاع الأرشيف كما استرجعنا رفات الشهداء .
- هل أسست الجمعية التي كنت بصدد تكوينها ؟
^ سأعلن عن خطوات تكوين الجمعية في القريب العاجل ، من المفروض أن الجمعية اليوم وظيفية لكن بسبب جائحة كورونا لم نتمكن من تأسيسها ، أعتقد أن اليوم وبحمد الله سنعيد بعث من جديد الاتصالات التي ستسمح لنا بتكوين هذه الجمعية التي تهتم بتاريخ الجزائر وستكون أبوابها مفتوحة لكل الباحثين في التاريخ .
- ما هي مشاريعك المستقبلية ؟
^ من أهم مشاريعي هو أولا تكوين الجمعية والتي بفضلها نسمح لأنفسنا التحرك بصفة قانونية وتنظيم ندوات ولقاءات حول تاريخ الجزائر وثانيا مواصلة زيارة مقابر شهدائنا بجزيرة سانت مارغريت بفرنسا وحث المهاجرين والسلطة الجزائرية على استرجاع رفاتهم أو على الأقل الاعتناء بمقابرهم تماما كما يفعل الفرنسيون والأمريكيون بخصوص مقابرهم الموجودة في الجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/07/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بن عاشور
المصدر : www.eldjoumhouria.dz