الجزائر

رغم انتشار مواقع الإنترنت المتخصصة صياغة مختلف الطلبات الادارية



رغم انتشار مواقع الإنترنت المتخصصة صياغة مختلف الطلبات الادارية
ما زال لغاية اليوم العديد من الناس يترددون على الكاتب من بينهم أشخاص مثقفون على الرغم من وانتشار مواقع الإنترنت المتخصصة في صياغة مختلف الرسائل والطلبات الإدارية على حد السواء لم يؤثر فيها التطور التكنولوجي وارتفاع عدد المثقفين وسط المجتمعلطيفة مروانيستقر هؤلاء شتاءا أو صيفا بالقرب من مقرات مصالح البلديات و هيئات الادارية "حاملين معهم " كرسي صغير بلاستيكي وطاولة وآلة قديمة للرقن ومحفظة أكل عليها الدهر وشرب تحمل أوراقا ،كما يأبى بعض الكتاب العموميون التمركز عند المدخل الرئيسي ل "بريد الجزائر" مما يكسبه استقطاب عدد كبير من المتقاعدين الذين يسارعون إليه لملئ صكوك حساباتهم البريدية وغيرها من الوثائق البريدية التي يعجزون عن ملئها".من بين هؤلاء محمد الذي لا يزال يحافظ على نشاطه رغم تجاوزه سن ال60 وهو يتواجد بالبريد المركزي بساحة الشهداء بالعاصمة. ويقول محمد حول مهنته أن ملء الصكوك أو الوكالات البريدية تعد وسيلة تمكنني من كسب بعض المال لتغطية احتياجاتي كون معاش التقاعد كموظف ينفذ في النصف الأول من الشهر مما يجبرني على مزاولة هذه المهنة.من جهته أوضح عمي العربي أن اغلب كتاب العموميون يضعون جل مؤهلاتهم ومعارفهم في خدمة الزبون ،وقال "...بالإضافة إلى ملئ الاستمارات أو الصكوك فإننا نقدم يد العون للأشخاص المسنين والأميين للخروج من متاهات إدارتنا" يضيف نفس المتحدثواستطرد عمي الحسين حديثه بالقول إن "الخدمات التي يقدمها لا تقتصر على الأشخاص الأميين، بل تشمل أيضا حاملي شهادات جامعية ينشطون في مجالات مختلفة". وذكر بأنه يستقبل ما معدله 20 زبونا في اليوم بمحله الصغير الذي لا تتعدى مساحته 20 مترا مربعا والمجهز بكمبيوتر وطاولة صغيرة وكرسيين.من جهته، اعتبر السيد أحمد الذي يمارس مهنة كاتب عمومي أن المواطنين يبحثون عن "ملمّ بالمبادئ القانونية" لتحقيق النتيجة من وراء طلباتهم، ولفت إلى أن "تحرير طلب بشكل محكم والذي يحتوي على كل التفاصيل اللازمة، يحقق نسبة نجاح قدرها 50 في المائة، خاصة عندما يتعلق الأمر بشكاوى أو طعون أو طلبات موجهة إلى الجهات القضائيةأكد لعسل محمد احد الكتاب العموميون البالغ من العمر حوالي 50 سنة أن هذه المهنة ورثها من عند والده الذي كان يحج إليه عدد كبير من الناس ليتكفل بكل أنواع الوثائق من تصريح شرفي بسيط إلى شهادة الإقامة مرورا باستمارات طلب بطاقة التعريف الوطنية أو جواز السفر وغيرها من الوثائق الأخرى اللازمة لتسوية مسألة إدارية.وبالرغم من التطور الذي يعرفه المجتمع في مجال التمدرس وتأثير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال الجديدة وتحسن المستوى المعيشي والمعارف فان الكاتب العمومي يبقى كمهنة تقاوم تقلبات الزمن فمن المستبعد أن يتوقف هؤلاء المهنيون عن النشاط ويبقى الكاتب العمومي يحمل في طياته رسالة من أجمل ما يكون على الرغم من ان التطور التكنولوجي والعولمة والغزو الثقافي إلا انه ما زال يحفظ مكانته.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)