تفضل العائلات بولاية تيبازة استبدال شوربة الفريك على مائدة الإفطار في شهر رمضان الكريم بحساء السمك، نظرا لتعلقها بالبحر، وما يجود به من ثـروة سمكية، بسبب فوائدها الصحية الهامة رغم ارتفاع أسعارها.
الكثـير من ربات البيوت بتيبازة يتفنّن في إعداد حساء السمك بدلا من تحضير شوربة الفريك طيلة شهر رمضان، تلبية لرغبات أزواجهن وأبنائهن الشغوفين بأكلها، نظرا لجودة الثـروة السمكية الموجودة بالمنطقة التي تسمح بالتنويع في إعداد الحساء وأطباق مشكلة من أنواع متعددة من السمك، وحتى البوراك المكوّن من أعشاب البحر.
تقول السيدة سعاد: زوجي وأبنائي يحرصون على أكل حساء السمك، غير آبهين بباقي الأطباق، نظرا للفيتامينات التي يحويها خاصة الأبناء الصغار . قبل أن تضيف: أذهب كل يومين إلى المسمكة من أجل اقتناء أشهى أنواع السمك، كي أتفرغ في إعدادها قبيل الإفطار، كما أنني أقدمها مع صلصة الطماطم والخبز المحمّر .
ومن جانبه، يؤكد سمير، 35 سنة، والذي التقيناه بمسمكة مدينة بوهارون، أنه يتوجه كل صباح إلى بائع السمك المعتاد كي ينتقي كمية من البوياباس ، وهو خليط مجموعة من الأسماك، كالسمك العقرب (راسكاس) وثـعبان البحر وهامور والسمك الأحمر والجمبري، مضيفا ثـم أعود أدراجي إلى البيت لأقوم بتحضير حساء السمك بنفسي، لأنه الطبق المفضل عندي . وعن طريقة تحضيره، يخبرنا محدثـنا أنها سهلة، حيث تطهى كل الخضار وكمية السمك بالعظم مع الطماطم والثـوم في الزيت وتقلى لدقيقتين، ثـم تضاف إليها كمية من الماء. ولما ينضج السمك، تتم تصفيته وتنقيته من العظم ليطحن ويرجع على النار، ثـم يضاف إليه معجون الطماطم وكمية السمك الخالية من العظم كالجمبري، وفي الأخير يتم تقديم الحساء مرفوقا بعصير الليمون والكزبر.
ونلاحظ خلال رمضان هذه السنة إقبالا كبيرا من الزوّار على سواحل ولاية تيبازة، وتحديدا مناطق بواسماعيل وبوهارون وعين تفورايت وتيبازة وشرشال، لشراء حساء السمك جاهزا، بالإضافة إلى البوراك ساعات قليلة قبل الإفطار، رغم أن أثـمانها في غير متناول متوسطي الدخل. وخير مثـال على ذلك هشام.م من مدينة البليدة الذي أكد: أنا مدمن على تناول الأسماك بجميع أنواعها، وبالخصوص حساء السمك الذي لا أستطيع الاستغناء عنه خاصة في رمضان، بحكم أن شوربة الفريك تسبب لي انتفاخ بطني بعد أكلها مباشرة . ثـم يضيف فقرّرت استبدالها بحساء السمك. وكوني لا أحسن تحضيره، أنتقل من البليدة إلى ميناء بوهارون من أجل شراء كمية تكفيني لمدة ليومين أو ثـلاثـة أيام. وبمجرد أن تنفد، أعود رفقة ابني وزوجتي لقضاء الوقت وشراء كمية أخرى، خاصة أنني في عطلة .
ومن جانبه، يؤكد أحسن.ك ، بائع بميناء بوهارون، بأنه يتفرّغ خلال كل سنة في شهر رمضان من أجل تحضير حساء السمك والبوراك المحشو بالجمبري وسلطة الأخطبوط، لبيعهم للزوّار وعشاق الأكلات البحرية بأثـمان تكون مرتفعة نوعا ما، نظرا لغلاء أسعار الأسماك الطازجة أصلا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: ص. رتيبة
المصدر : www.elkhabar.com