الجزائر

رغم إرتفاع أسعارها ملابس «البالة» تستقطب العائلات عشية العيد «غسلة وتحديدة خير من وحدة جديدة»



مع اقتراب عيد الفطر المبارك تشهد أسواق وهران على غرار باقي ولايات الوطن حركة غير عادية للمواطنين الذين يتوافدون على محلات بيع الملابس نهارا وليلا بعد الافطار قصد إقتناء ما يحتاجه أبنائهم من ألبسة للإحتفال بهذه المناسبة الدينيةوجهة المتسوقين مختلفة حيث لا يزال تجار البالة أو الألبسة المستعملة و«الشفون» كما يحلو للكثير تسميتها يستقطبون أعدادا من العائلات من مختلف المستويات بالرغم من إرتفاع الأسعار في الثلاث سنوات الأخيرة بعدما جمدت الحكومة قرار إستيراد هذا النوع من الألبسة بحجة أنه يضر بالاقتصاد الوطني في إشارة إلى كساد المنتوج المحلي أمام التهافت المنقطع النظير للمواطنين على ملابس «البالة» لجودتها وأسعارها التي هي في متناول الجميع
أسعار «البالة» تضاعفت والإقبال لا يزال
سوق «الحمري» هو الوجهة الأكثر إستقطابا للعائلات التي تبحث عن ملابس الشفون بإعتبار أن الأسواق الأسبوعية التي تتوفر هي الأخرى على تجار مثل هذا النوع من الألبسة تتغير أماكن إقامتها ويجهل البعض تواجدها لهذا يفضلون التنقل إلى سوق البالة بالحمري حيث يضمن هذا الفضاء نحو 500 طاولة تعرض كل أنواع الملابس والأحذية والأفرشة ومستلزمات المنازل وحتى ألعاب الأطفال وتضمن هذه السوق الرزق لأزيد من 4 آلاف شخص بإعتبار أن كل تاجر يوظف معه 3 إلى 4 أفراد أو أكثر حسب الحاجة والمساحة التي يشغلها بهذا السوق غير البعيد عن حي الحمري العتيق.
الملاحظ خلال الوهلة الأولى وأنت تدخل إلى هذا السوق هذه الأيام الحركة غير العادية للعائلات والأولياء المرفوقين بأبنائهم والأكيد حسب ما صرح لنا به عدد من التجار أن الأمر لا يقتصر على الزبائن من الفئة المحدودة الدخل أو المحرومة وإنما يتقدمها العائلات الميسورة التي تأتي من مختلف ولايات الغرب الجزائري وهو ما وقفنا نحن عليها أول أمس خلال زيارتنا لهذه السوق في حدود منتصف النهار حيث لاحظنا بعض العائلات القادمة من تلمسان ومعسكر وعين تموشنت وحتى من غليزان والشلف وبعض العائلات من ولايات الوسط التي فضلت قضاء شهر رمضان بوهران
النوعية والجودة متوفرة
وحسب تصريحات بعض ممن تحدثنا إليهم فإن سبب اختيارهم لسوق البالة بالحمري خلال فترة العيد وحتى طيلة السنة هي وفرة الألبسة والجودة والنوعية حيث تجد عدة ماركات عالمية معروفة بجودتها متوفرة بهذه السوق وبأسعار رغم إرتفاعها مؤخرا لن تجدها بمحلات شوبو المعروفة ولا محلات المدينة الجديدة التي غزها المنتوج الصيني الخالي من الجودة ولا النوعية
أفضل شراء ملابس مستعملة لماركات دولية وأعيد غسلها ولبسها على أن أشتري المنتوج الصيني الرديئ يقول أحد الزبائن الذي كان مرفوقا بولديه لا سيما ما تعلق بالأحذية
وهو نفس الانطباع الذي سجلناه لدى عدد كبير من زبائن سوق الحمري القادمين من عدد ولايات بغرب الوطن وحتى الأفارقة المتواجدين بوهران تجدهم يختارون الملابس والأحذية من هذه السوق لأنها في متناولهم .
ولم يخف تجار «البالة » الذين تحدثنا إليهم إرتفاع الأسعار منذ ثلاث سنوات تقريبا أي بعد منع إستيراد الألبسة المستعملة من قبل الحكومة التي أرادت بقرارها هذا حماية المنتوج المحلي من الكساد حيث ذكر أحدهم أن حزم الألبسة المستعملة تدخل إلى أرض الوطن من الحدود الشرقية بطريقة غير قانونية (التهريب) ويتم إقتناؤها من سوق بئر العاتر بولاية تبسة بأثمان مرتفعة فحزمة ملابس الأطفال يتم شراؤها بمبلغ لا يقل عن 38 ألف دج علما أن سعرها قبل منع إستيراد «الشفون» لم يتجاوز 12 ألف دج أما ملابس الكبار والتي تباع لتجار التجزئة ب 28 ألف دج للحزمة الواحدة كانت قبل ذلك لا يتعدى ثمنها مبلغ 9 آلاف دج فقط والملاحظ هنا الفارق الشاسع بين الأسعار قبل وبعد قرار منع الإستيراد وهو الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال على البيع بالتجزئة في الأسواق حيث إرتفع سعر القطعة الواحدة 3 مرات ورغم ذلك لا يزال الإقبال عليها طيلة السنة ليزداد خلال المناسبات
2500 دج لضمان لباس العيد لطفل ذي 5 سنوات
وسحب بعض التجار الذين تحدثنا إليهم فإن النوعية الجيدة والأولى هي السبب الوحيد الذي يجعل الإقبال على «البالة» مستمرا رغم إرتفاع الأسعار حتى وإن علمنا أن إقتناء لباس العيد لطفل ذي 5 سنوات بما في ذلك الحذاء يتطلب من والده صرف 2500دج
وهو المبلغ الذي يمكن إقتناء به لباس صيني جديد لكن النوعية الرديئة لهذا المنتوج الأسياوي حسب العائلات المتوافدة على سوق البالة جعلها تفضل شراء ألبسة مستعملة على الجديدة
إقبال على المنتوج الصيني بالمدينة الجديدة
وبعيدا عن سوق البالة يعرف سوق المدينة الجديدة إقبالا على محلات بيع ملابس العيد لأن بعض العائلات تفضل شراء الألبسة الجديدة على المستعملة حتى ولو كانت من نوعية غير جيدة أو مركات مجهولة أو بالأحرى غير معروفة وذلك لأن الأسعار معقولة حسبها فيكفي مبلغ 1200 دج على الأقل لشراء قميص وسروال «جينز» أو«بونتاكور» هذا النوع من الألبسة يعرف إقبالا خلال فترة الحر التي تجعل الأولياء يكتفون بشراء ألبسة صيفية بأثمان معقولة حسبهم.
وككل سنة تنتظر الكثير من العائلات الوهرانية وحتى زوار الولاية صالون المنتوج الوطني الذي ينظمه قصر المعارض بالمدينة الجديدة في مثل هذه الفترة من رمضان قصد إقتناء ألبسة العيد حيث شهد الصالون هذا العام على غرار السنوات الماضية إقبالا منقطع النظير خاصة بعد الإفطار خاصة وأن الكثير من العارضين يلجؤون إلى بيع منتوجاتهم المحلية بأثمان معقولة بتخفيظات تصل إلى 40 و50 بالمائة وهو ما جعل التوافد على أجنحة هؤلاء التجار كبيرا قصد الاستفادة من هذه التخفيضات الاستثنائية .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)