إنّ سيّدنا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم كان يعيد إلى المرأة اعتبارها، فيروي الإمام أحمد أنّ فتاة جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تشتكي إليه أنّ أباها زوَّجها من ابن أخيه مراعاة لمصلحة ابن أخيه دون إذنها، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأمر إليها، أي خَيَّرها بين الموافقة على الزواج أو الرفض، قالت: ''فإنّي قد أجزتُ ما صنَع أبي''. ثـم برّرت موقفها بأنّها أرادت أن تثـبت للنّاس أنّ الأب لا يحق له أن يُجبر ابنته على الزواج بمَن لا تريد. أخرجه أحمد والنسائي.
وفي موقف يحتاج فيه سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم إلى أصحابه في ميدان الحرب ومواجهة الأعداء، يحفظ حق المرأة الّتي قد تحتاج إلى ولدها، فيأتيه شاب يريد المشاركة في الجهاد، فيسأله: لك أبوان؟ قال: نعم. قال: ''ففيهما فجاهد''. أخرجه البخاري ومسلم. وهذا يدل على لزوم استشارة الأم وموافقتها.
وتركت هذه النظرة للمرأة أثـرها على أصحابه من بعده، فقد استشار صاحبه والخليفة عمر رضي الله عنه بعد موته ابنته حفصة رضي الله عنهما في المدة الّتي تحدَّد لابتعاد الزوج عن زوجته، وأمضى كلامها، وأصدر مرسومًا بذلك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/04/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : elkhabar
المصدر : www.elkhabar.com