إنّ المربي الّذي يعتمد في إتمام أعماله على الأوامر والتحذيرات فحسب، ويجعل علاقته بأفراد فريقه علاقة رئيس بمرؤوسين، ما يلبث أن يفقد أثـره بينهم في المواقف المختلفة وخصوصًا الأزمات.
لقد أدرك سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه مُرب ومعلّم قبل أن يكون رئيسًا لأمّته، فلم تكن علاقته عليه الصّلاة والسّلام بأصحابه رضي الله عنهم علاقة الرئيس بالمرؤوسين، ولا علاقة القائد بالأتباع، لكنّها كانت علاقة ربّانية قائمة على الحبّ المتبادل والاحترام الكامل والتقدير البالغ. إنّه صلّى الله عليه وسلّم يُعطيهم قدرهم ويرفع شأنهم أمام أبناء أمّته جميعًا، فيقول: ''لا تسبُّوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثـل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه''، أخرجه البخاري ومسلم. بل إنّه يقرأ القرآن وفيه آيات صريحات في إكرامهم والرضا من الله عنهم، فقد قال تعالى: {لقد رضِيَ اللهُ عن المؤمنين إذ يُبايعونَك تحتَ الشّجرة فَعَلِمَ ما في قلوبِهم فأنزَل السّكينة عليهِم وأثـابَهُم فتحًا قريبًا}، الفتح .18
وكان صلّى الله عليه وسلّم يقول للناس: ''عليكُم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي، تمسّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنّواجذ''، أخرجه الترمذي وابن ماجه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/03/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : elkhabar
المصدر : www.elkhabar.com