الجزائر

رسالة للشباب لصون أمانة الشهداء والحفاظ على الوطن



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
«لأنها وثيقة كتبت بأنامل شباب حملوا على عاتقهم مسؤولية تفجير ثورة تحريرية هي الأعظم في العالم بشهادة المتتبعين والمؤرخين والمختصين، جاء بيان أول نوفمبر بمضمونه القوي ولغته الذكية ليترك بصمته على مسار بلد وأمة بأكملها، بل وكانت له انعكاساته المؤثرة على المستوى الدولي، وكل حركات التحرر والقضايا العادلة التي تزامنت وتلت ثورة الفاتح نوفمبر 1954، حتى أصبحت الجزائر توصف ب«قبلة الثوار" و«مكة الأحرار".
هي خلاصة الندوة التاريخية التي جمعت أساتذة جامعيين وباحثين ومجاهدين في قراءة معمقة ومتأنية لبيان أول نوفمبر 1954، نظمتها أمس، جمعية مشعل الشهيد بمنتدى جريدة "المجاهد" عشية الاحتفال بالذكرى ال65 لثورة التحرير في الفاتح نوفمبر 1954، حيث كانت الندوة مناسبة لهؤلاء ليؤكدوا أهمية التمعن في هذه الوثيقة التاريخية وفهم رسائلها والنهل من معانيها، خاصة في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد للخروج إلى بر الأمان، رافعين نداءهم إلى الشباب المدعو حسبهم إلى الاقتداء بشباب الأمس، من أجل صون الأمانة التي تركها الشهداء بعد ان ضحوا بأنفسهم من أجل أن تبقى الجزائر دائما شامخة بمبادئها وقيمها ووحدة أرضها وشعبها.
في هذا الإطار، أكد الباحث في الحركة الوطنية والثورة التحريرية عامر رخيلة أنه، "يجب علي الجميع من شعب وسلطة وأفراد ومؤسسات، أن يكونوا في مستوى وصف الجزائر بقبلة الثوار ومكة الأحرار والحفاظ عليها"، مشيرا إلى أنه ينظر إلى الوضع التي تشهده البلاد اليوم بايجابية كونه سمح للمجتمع بالتحرر من القيود والضغوط النفسية.
وفي قراءته لوثيقة أول نوفمبر، المتدخل عن أسفه لعدم إعطاء البيان حقه رغم أنه وثيقة تأسيسية لوضع جديد كان له انعكاساته على المستوى الداخلي والدولي أيضا. كما أعرب عن أسفه لكون ثورة التحرير الوطني "لم تحظ بالعناية اللازمة من حيث الدراسة والتحليل"، مؤكدا في المقابل بأنه يحق الافتخار بالسياسة الخارجية الجزائرية التي تقيدت بالمبادئ التحررية التي رسمتها الثورة ولم تنحرف عنها.
وأوضح رخيلة أن بيان أول نوفمبر يعد طليعة مختلف البيانات والوثائق والمبادئ التي تبنّتها الحركة الوطنية، حيث حرر بأسلوب ذكي اعتمد على مصطلحات مدروسة ذات معاني قوية تفادت الدخول في صراعات إيديولوجية وركز على الفرد الجزائري الذي دعاه للمشاركة في "العمل.. والكفاح التحرري" لتحرير واستقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي.
نفس القراءة تضمنتها مداخلة المجاهد عيسى قاسمي، الذي وصف ثورة التحرير بأنها أعظم ثورات العالم بكل المقاييس، سواء من حيث التضحية أو من حيث وحدة الشعب والإيمان بالقضية. وأكد بأن بيان أول نوفمبر لخص عبقرية الشعب الجزائري لأنه لم يكتب بلغة وإنما بفلفسة شباب في مقتبل العمر، "أكبرهم لم يتعد 37 سنة ولم يتخرجوا من الجامعات الكبرى ولا يمتلكون الشهادات العليا ولكنهم حرروا بيان عبّروا فيه عن عبقرية الشعب الجزائري".
من جانبه قدم محرز العماري، المسار الذي توج بتبنّي الفاتح نوفمبر عيدا للشباب الإفريقي، عرفانا بما قدمته الجزائر من دعم وتضامن للحركات التحررية في إفريقيا.
وعرفت الندوة حضور الشيخ العلامة سعيد شيبان، وتم خلالها تكريم المجاهد محمد الصغير بلعلام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)