ما كنت أفكر في الكتابة إليك حضرة الجنرال خالد نزار لولا عن طريق الصدفة قد تحصلت على تسجيل لحوار مطول أدليت به منذ مدة غير طويلة إلى قناة النهار، ولقد حاورك فيه الصحفي الموهوب والذكي الأستاذ هابت حناشي.. وما لفت انتباهي هو تأثرك الشديد بالملاحظات التي وجهت لك من طرف شاب عن مسؤوليتك في المأساة الوطنية، ولقد اعترفت بنفسك أن ما يظهر على الشاب أنه لا ينتمي إلى الإسلاميين الراديكاليين أوالمتطرفين، بل هو أقرب إلى الشباب التشي تشي، أي الشاب الناعم،المنفتح، وأن ما كان يلبسه يتجاوز الأربعين مليون سنتيما، أردت أن تقول أنه ليس من الطبقات الدنيا.. إلا أنني أقول لك حضرة الجنرال إن هذا الشاب الذي كنت تتكلم عنه، هو ينتمي إلى جيلنا، ومن الفئات العادية الشعبية.. وإلى جانب كل ذلك فإنني تعرفت عليه في الجامعة، وأنه كان من النشطين الذين خرجوا إلى الشارع في أحداث الربيع البربري 2001، والمشهور بالربيع الأسود، وكذلك عشية أحداث الربيع العربي، وكان من الشبان المنتمين إلى القوى الداعية إلى التغيير في الجزائر... وادعيت أن يسردك حياتك الطويلة منذ أن كنت في صفوف الجيش الفرنسي إلى الإلتحاق بالثورة، إلى أن أصبحت الرجل القوي في المؤسسة العسكرية وفي النظام بفضل الشاذلي بن جديد، الذي فتح أمامك باب الترقية بسرعة مذهلة. إن هذا الشاب وزملاؤه كانوا من المضللين الذين ذهبوا ضحية الدعايات المغرضة.. لذا رأيت من واجبك أن تقول حقيقتك.. طبعا احترمت حقيقتك، لكن حضرة الجنرال إن حقيقتك ليست هي الحقيقة الموضوعية.. وليس بالضرورة أن نكون عشنا المرحلة حتى نعرف الحقيقة... إننا شباب له ذكاء وله استقلالية وله طموحات، من حقه أن يفكر خارج وصايتكم وخارج سلطتكم التي فرضتموها على شعبنا، باعتبار أن الصدفة دفعت بكم أن تكونوا على رأس المناصب الحساسة..
إن ما حدث خلال التسعينيات تتحملون جزءا مهما فيه من المسؤولية، فإن مكنكم موقعكم القوي بالتمتع بكامل الحماية وعدم مخالفتكم الرأي، فإن التاريخ هو أقوى من لحظتكم القوية التي تعاملتم فيها مع الشعب ومع حاضر ومستقبل البلاد مثلما يتعامل صاحب الشيء مع شيئه. كنا بالنسبة لكم مجرد أشياء، مجرد ممتلكات.. وهنا أذكر بحادثة صغيرة، لكن لها دلالة كبرى في الإحتقار.. وهو في ذات يوم دخل ابنك بنادي الصنوبر في صراع أوعراك مع أحد المعينين في البرلمان الإصطناعي (السي أنتي) فقمت أنت بإحضاره أمامك عن طريق القوة، حيث بعثت إليه رجال الدرك، ورحت تضرب رأسه بعكازك مهينا إياه، (وللتذكير هو الراحل فرج الله) وعندما قال لك إنه عضو في السي أنتي، قلت له أسكت، أنا من عينتك.. هذا مثال من أمثلة عديدة تعبر عن تجاوزك، وعن تصرفاتك حضرة الجنرال الذي كان يتصف بالعنجهية والإحتقار.. لذا حضرة الجنرال بفضل موقعك تمكنت من أن تصبح من النافذين في عالم الأعمال عن طريق ابنك وصرت تنتقم من كل من لا يخضع لنفوذك أويقدم لك الولاء.. لكن حضرة الجنرال دوام الحال من المحال.. وعندما وجدت نفسك محاصرا من العدالة الدولية، هرعت للدفاع عن نفسك، مستغلا قناة خاصة، وربما هي مقربة من أوساط النفوذ، لتبرير ما كنت بالأمس تعتبره حقا لك.. إن التاريخ لا يرحم حضرة الجنرال.. ونفوذك لا يفيدك لكي ترسم الحقيقة مثلما تريدها.. لقد فات زمن الجيل الخانع وجاء زمن الأجيال الجديدة التي لا ولاء لها إلا لوطنها ولضميرها.. وللحقيقة..
تمنياتي لك بصحوة الضمير
إبنة الجيل الجديد نون الباز
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر نيوز
المصدر : www.djazairnews.info