الجزائر

رحلت والدتهم منذ أسبوع بعد معاناة طويلة مع الجوع والبرد عائلة خلفاوي بالمسيلة تنتظر من ينتشلها من الضياع



 ''تحالفت عليها هموم الدنيا وتعيش حياة البؤس والشقاء، ولم تجد الرحمة والحنان في قلوب من كنا دوما نصنفهم في خانة من يخافون الله أو أولئك الذين أوكلت لهم مهمة تسيير شؤوننا الدنيوية''.. بهذه العبارات استقبلنا مكالمة هاتفية من شخص ( فاعل خير) ذرف دموع الحزن وهو يسرد لنا قصة عائلة خلفاوي القاطنة في بلدية جبل أمساعد• وقال المتحدث إن رب الأسرة رحل سنة 1983 تاركا وراءه أرملة وولدين ظلوا يعانون طيلة السنين الماضية إلى أن فارقت والدتهم الحياة يوم الاثنين 21 ديسمبر ,2009 توقف محدثنا عن الكلام برهة ثم قال باكيا.. لقد قتلها الجوع والبرد، فتعجبنا لكلامه في بداية الأمر قبل أن نطلب منه الحضور إلى مكتبنا بالمسيلة• التقينا بالمدعو (ش• م) يحمل بين يديه رسالة استغاثة إلى وزير التضامن الوطني وصور فوتوغرافية لمسكن العائلة الذي لا يبعد إلا بحوالي 50 مترا عن مسجد المدينة، ولديها خلفاوي عامر 35 سنة معوق ذهنيا وشقيقه عبد القادر 34 سنة الذي هو طريح الفراش منذ شهرين تقريبا، والسبب - كما قال - إصابته بالبرد وقلة التغذية، والنتيجة، كما يضيف، عدم قدرته على الحركة. حيث تبين الصورة حالة الغرفة التي لا يمكن للحيوان أن يعيش فيها لا كهرباء ولا ماء ولا حمام، كل شيء تقليدي فراش بسيط وبعض الأواني المنزلية التي تبين أن الغرفة تستعمل كمطبخ تقليدي وآثار الرماد منتشرة في أرجائها. ويقول مناد أن الأم عاشت مدة طويلة وهي تكافح من أجل أبنائها الذين لم يبلغوا عن وفاتها إلا بعد مرور يومين عن ذلك. ويؤكد محدثنا أن حالتها كانت صعبة، يتوقف ثم يضيف أن جنازتها شيعت من قبل عدد من الأشخاص يعدون على الأصابع، وهو ما وصفه بالحفرة حتى في تشييع الجنائز، وفي غياب تام للمسؤولين المحليين وأصحاب الضمائر التي ماتت والقلوب التي أصيبت بالقسوة. وختم محدثنا كلامه بتوجيه نداء استغاثة إلى وزير التضامن الوطني من أجل إنقاذ ما تبقى من هذه العائلة التي لا تملك اليوم من يقف بجانبها سواء من قريب أو من بعيد•  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)