للآن متسع مِنْ الكلامِ..
كم من عمر مضى على الغياب..
و أنا أرى بختي يمشي..
أمامي..
أراه يفتش بين مكاتب الجمهورية..
عن حب قبل أن يضيع..
وما تحمل العواطف الجميلة..
للأيتامِ..
و ما تحمل العصافير لأعشاشها..
و ما ستحضره وهران لضيوفها..
و ما سنبوح به عبر الأيام..
للآن متسع من الكلام..
من هنا مرّ بختي..
هنا تكلم بختي..
هنا كتب بختي ..
و لم يترك مِن وصاياه..
غير الذي يؤثثُ للنقد..
فصاحة الأقلام..
و لم يترك للوقت فرصة ..
كي لا تجرحَ موسيقانا التي تختبئُ..
بين أعشاش الحمام..
و لم يتركْ للفصول فرصة ..
كي لا تتسرب نحو أحلامنا..
أسراب الآلام..
آهٍ ،، لهذا العمر لو أنه يطولُ..
آهٍ ،، لهذه الروح التي تحيا فينا..
و لا تفضحها السهولُ..
بين ضجيج الموت..
و موت السلام..
و ألفُ آه ،، لو تعي الأيام..
أن بختي لو لا الخراب..
لا فترشت له الأرض ..
بجمال الأحلامِ ..
للآن متسع مِنْ الكلام..
في ماذا يفيد قتل الفراشات..
و حرق الحدائقِ ..
و حرث الأرصفة..
و تدنيس الأعلام..
في ماذا تفيد العداوة ..
بين أبناء الأعمام..
للآن الغمام..
للآن الآلام..
و للآن الذكريات تعبثُ بوقوفي..
و انسجامي..
حجبكَ الرحيل عني يا صديقي..
سألت عنك كم من رفيقِ ..
انتظرتك في منتصف الطريقِ..
و لم تنمو وردة واحدة ..
في أرضي أحلامي..
و لم يزد التعب إلاّ من متاعبي..
و لم يقف الأمل إلى جانبي..
و لم أعِ أن العمر يخشى..
من تقدم الأعوام..
للآن متسع مِن الكلامِ..
تركت لنا رنين الحداثةِ..
نَسْمَعُكَ الآن حضورًا ..
و كأنكَ بيننا..
تَعُد أمانينا التي أصبحت..
مثقلة بالأوهام..
للآن الكلام عنك..
لا ينتهي ..
للآن أحلامنا للصبر..
كم تشتهي ...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رابح إيصافي يلل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz